كنت مسجلاً في دفعة سابقة من برنامج #البناء_المنهجي وأرغب في التسجيل مرة أخرى باستخدام نفس البريد الإلكتروني؟
الجواب:
لا يُنصح بذلك، والأفضل هو محاولة استكمال ما فاتك من البرنامج السابق قدر الإمكان. وإذا واجهت صعوبة في ذلك، فلا مانع من التسجيل في الدفعة الجديدة باستخدام نفس البريد الإلكتروني.
التكليف في أي أمرٍ من أمور الخير، سواء في العمل التطوعي أو غيره، هو بابٌ من أبواب الشرف، وسبيلٌ عظيم لابتغاء مرضاة الله بخدمة عباده، لا بابًا للعجب أو التفاخر، ولا مدخلًا لمراقبة الناس وتتبع أحوالهم وأمورهم الخاصة ..
فاحذر أن يداخلك العجب والغرور، أو ترى في نفسك فضلًا على الناس بما وُكل إليك، فإنما التكليف ابتلاء، والتكبر فيه مهلكة ..
فاجعل تكليفك هذا وسيلةً لتزكية نفسك وإصلاح قلبك، ولا تركن إلى ما وُليت به، فإن المناصب لا ترفع صاحبها، بل يرفعه تواضعه، ويعليه إخلاصه في خدمة الناس. ومن أخلص في نفع الخلق بارك الله في عمله، ومن ابتغى الظهور والعُلو أُسقط وزال أثره ..
من الدروس العظيمة التي نتعلمها في هذه الأيام مع شيخنا: أن المربي لا يربي طلابه ليبقوا إلى جواره أو ليستأنس بهم، بل يربيهم لتحقيق الغاية الكبرى: نصرة الدين وسدّ ثغور الإسلام ..
كم هو مؤلم على قلب شيخنا أن يفقد أحبّ طلابه، أولئك الذين بذل في تربيتهم جهده ووقته، لكنه يعلم يقيناً أن هذه هي سنة الله في الدعوات، وأن الرسالة التي حملها الأنبياء من قبله قامت على الإعداد ثم الإرسال ..
النبي ﷺ حين عاد جعفر بن أبي طالب من الحبشة بعد طول غياب، استقبله النبي ﷺ استقبال المحب المشتاق، لكنه لم يُبقِه طويلاً بجواره، بل أرسله مباشرة إلى مؤتة قائداً للجيش، فكان جعفر على موعد مع الشهادة ..
التربية ليست مجرد تعليم نظري أو علاقة شخصية بين الشيخ وطلابه، بل هي إعداد جيل يحمل همّ الأمة ويتحمل مسؤولية الدعوة والعمل. وهي تقتضي في كثير من الأحيان فراق الأحبة وتقديمهم في ميادين البذل والتضحية ..
ونسأل الله أن يجعلهم حيثما كانوا منارات للهدى، ومفاتيح للخير، يسدّون الثغور، ويجبرون القلوب، وينصرون دينه، ويعلون كلمته ..
