حين التقت منَّا العيونْ أحسست أن الكون كل الكون يكسوه السكونْ ونسيت حتى من أنا ولٍمَ أتيت ومن أكونْ ضاعت جميع لغاتنا وبقت لنا لغة العيونْ وكأن شيئاً بيننا يوم التقينا صدفةً من غير معرفةٍ ولا ميعاد شيءٌ تحرك داخلي وأثار ناراً كنت أحسبها رماد.
وما أدراكَ أني لا أحنُّ؟ وأني من لظى شوقي أُجَنُّ؟ وأني ليسَ يُضنيني حنيني وطيفُكَ في خيالي لا يَعِنُّ تمنيتُ اللقاء وكان ظني بأن تأتي الحياةُ بما أظنُّ فخانتني الحياةُ وتاهَ دربي وظلَّ القلبُ في صدري يئنُّ
"وسألتُها بَعد النّوى: اشْتَقتِ لي ؟' ردّت : حَرِيُّ بي أنا أن أسألَك صمَتَت وعيناها تقولُ بحُرقةٍ: أوَهكذا تقسو على مَن دلّلَكْ؟ وبَكَت ولكن أردَفَت: أتظنُّني أبكي عليكَ ؟حقيقةً، ما أجهلَك! فلِسانُها ينفي الحنينَ، وقلبُها يشدو الأماكن كلّها تشتاقُ لك"