الله سبحانه يعلم ما يُشغل عقلك وقلبك، ويعلم حاجاتك بنظرة عينٍ ملؤها الرجاء، فمن كرمه جل جلاله أنه يحقق دعوات عباده حتى وهي حبيسة صدورهم.
الله تعالى يقول: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ.} كان رسول الله ﷺ يصلي جهة بيت المقدس وكان يرجو أن تكون قبلة المسلمين مكة وكان ينظر فقط في السماء جهة البيت الحرام؛ فاستجاب الله لما كان في خاطره، فالمسجد الحرام أجدر بيوت الله أن يكون قبلة وهو أول بيت وضع للناس بالتوحيد. *اللهم زد هذا البيت تعظيمًا وتشريفًا ومهابة وبِرًّا.*
في عمق الليل حيث تسكن الأرواح وتهدأ الأصوات تنكشف أجمل الحكايات بين الإنسان وربه. حين تعجز الكلمات عن وصف الهموم وتتلاشى الأثقال في سجدة صامتة يصبح الدعاء لغة القلوب التي لا تعرف الخذلان.
تتحدث الروح في سرها ، و تخبر الله عن جراحه ، و عن أوجاع خبأتها عن العالم، وعن أمنيات لا تزال تنبض رغم العتمة.
الليل، هو موعد اللقاء الأصدق، حين يبدوا كل شيء عابراً إلا اليقين بأن الله أقرب من كل هذه المسافات.
اللهم لا تحرمنا لذة هذه اللحظات، ولا ترد دعاء نرفعه في ظلمة الليل ونحن على يقينٍ بكرمك ورحمتك.
في كل هم نخفيه ، حكمة نجهلها، وفي كل ألم نسجد به، أمل يزهر قريبا.
الليل ليس عتمة فقط، بل وعد بالنور القادم... دعوة تنتظر الإجابة.
"أقفُ على عتباتِ الدعاءِ وفي ظهري حسنُ الظنّ، وأمامي كل العوائقِ والعقباتِ وسننِ الكون التي لا تتغير، والعلمُ الواصلُ لحد اليقين بتناقضُ داخلي مع التسليمِ الكاملِ وتفويضِ الأمرِ لمن له الأمر،
فأرفعُ يدي ولا ينطلق لساني، أقول يا رب.. ثم أتوقف، وأعاودُ فأقول يا رب..
ثم تأتي ألطافُ اللهِ تمسح على قلبي،
وأتذكرُ أن في كل بلاءٍ نعمة، وفي كل دعاءٍ منحة، وكل أمرنا خيرٌ بإذن الله.
ادعوا الله وأنتم موقنون، فإنّ قدرة الله أعظمُ من أن تحدَّهَا أسبابٌ أو يُعجزها بلاءٌ.".