أمَّا بعد، فإنَّكَ لست بسابقٍ أجلك، ولا مرزوقٍ ماليس لك؛ واعلم بأنَّ الدهر يومان، يومٌ لك ويومٌ عليك، وأنَّ الدنيا دار دُول، فما كان منها لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك.
النفس همّامة متحركة إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن المرء لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه؛ فاحذر المعاصي فإنّ لها عواقب وعثرات.
الله تعالى يقول: {فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ.} إذا كان هذا الأمر لرسول الله ﷺ وهو على الصراط المستقيم؛ فكيف بمن تحيط به الفتن والمنكرات من الشبهات والشهوات، فالأمر في حقه أشد ولحاله أوجب، {فَٱسْتَقِيمُوٓاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ.} الاستغفار من أعظم أسباب الثبات والاستقامة. *اللهم يا مُقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك.*