هل هذه أخلاق الإسلام؟
دخلنا صنعاء بعد ثورة ال21 من سبتمبر، وتعامل قائدنا مع القوى الظلامية السابقة بأخلاق جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ولم نستجز أن ننظر بأبصارنا بحدة وتهديد في وجوه رجال الأمن القومي(عفافيش) والسياسي(إخوان) وفي سجون التكفيريين، الذين عذبونا في سجونهم وزنازنهم، البعض منا كسرت ضلعه أو يده تحت التعذيب، والبعض أصيب بقصور في وظيفة احد اعضائه، والبعض مورس بحقه عذاب نفسي شديد، والبعض سجن في زنزانة تحت الأرض لا يدخلها ضوء الشمس لسنوات، والكثير تعرض للضرب والإهانة، والبعض قتل تحت التعذيب، والبعض تم تهديده بالذبح عدة مرات، والبعض تم إيهامه بأنه سيلقى في بئر وعليه أن يتشهد، و تعرضنا لحرب ظالمة وقتل لرجالنا ونسائنا وأطفالنا، ومع ذلك تعاملنا بتسامح عجيب مع أعدائنا ولم ننتقم من أحد، بل أن هناك قيادات تقاتلنا في الجبهات وزوجته وأبناؤه وأقاربه يعيشون في صنعاء آمنين من أي عمل انتقامي منا، أذكر أنني وصلت في عرس أحد المشائخ في إحدى القرى وإذا بي أجلس أمام أحد رجال الأمن السياسي ممن تعرضت للتعذيب على يديه، ارتبك جدا عندما شاهدني أمامه، وقفز فجأة إلي ليبرر لي موقفه وأنه كان مغلوبا على أمره وأنه كان يدافع عنا من حيث لا نشعر، تعاملت معه وكأنه لم يفعل شيئا وخرجت إلى موضوع آخر، وغيري الكثير من المجاهدين يتعاملون بنفس هذه الطريقة، وحقا شعرت بعظمة المشروع والأخلاق التي ربانا عليها أئمتنا وقادتنا من أهل بيت النبوة وعلى رأسهم في هذا العصر السيد حسين والسيد عبدالملك رضوان الله عليهما، وفي كل مرحلة تتجلى عظمة مشروعنا عندما نشاهد أدعياء الإسلام وكيف يتعاملون مع غيرهم، وآخرهم الجماعات التكفيرية في سوريا، التي خرجت وانسلخت عن انسانيتها فضلا عن أخلاق دينها.
#يمن_الإيمان_والحكمة