*قال ابْن رجبٍ* *رحمه اللّٰه* : ومن الذنوب ما ينساه العبد، ولا يذكره وقت الاستغفار،فيحتاج العبد إلىٰ استغفارٍ عامٍّ من جميع ذنوبه، ما علم منها وما لم يعلم، والكل قد علمه اللَّه وأحصاه .
من أعظم ما يُتقرَّب به العبد إلى الله تعالى مِنَ النَّوافل: كثرة تلاوة القرآن، وسماعهُ بتفكُّر وتدبُّرٍ وتفهُّمٍ، قال خباب بن الأرت لرجل: تقرَّب إلى الله ما استطعتَ، واعلم أنَّك لن تتقرب إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه من كلامه… لا شيءَ عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذَّةُ قلوبهم، وغايةُ مطلوبهم.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- : ومن أفضل أنواع الصبر: الصيام، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة: = لأنه صبرٌ على طاعة الله عز وجل. = وصبرٌ عن معاصي الله؛ لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي" -متفق عليه-. = وفيه أيضاً صبرٌ على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمّي شهر الصيام (شهر الصبر) - رواه أحمد والنسائي بإسناد صحيح-. "جامع العلوم والحِكَم" (٢/ ٢٦).
قال ابن رجب رحمه الله : فمن طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فليحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة: فمنها: صيام ذلك اليوم.
ومنها: حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم.
ومنها : الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه .
ومنها: أن يعتق رقبةً إن أمكنه.
ومنها: كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه.
وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة فيه والعتق: فمنها: الاختيال.
ومنها : الإصرار على الكبائر.
قال رحمه الله: نَفَحَت في هذه الأيام نفحةّ من نفحات الأنس من رياض القدس على كل قلب أجاب إلى ما دعي. ياهمم العارفين بغير الله لا تقنعي، يا عزائم الناسكين لجميع أنساك السالكين اجمعي، لحب مولاك افردي، وبين خوفه ورجائه اقرني، وبذكره تمتعي.
(نوافل العشر أفضل من نوافل رمضان) قال الحافظ #ابن_رجب: "وأما نوافل #عشر_ذي_الحجة فأفضل من نوافل عشر #رمضان، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره". وقال:"ولا شك في ذلك". "فتح الباري" ٩/ ١٦