نالني عتاب شديد من معالي الشيخ د.محمد بن محمد المختار الشنقطي -حفظه الله- في مسألة علمية راجعته فيها فآلمني ذلك لأنه كان أمام الطلاب فبعثت له رسالة فيها : بعض الشيوخ نلازمهم سنين عددا فلا نجد منهم إلا الزجر وقد صبرنا حتى مللنا فإلى متى نصبر على هذا؟
فرد الشيخ:
1-إذا كنت تعنيني فإني لا أزجر في الغالب إلا من أثق به من طلبتي لأني أريد أن يشتد عوده ويقوى على كل شي خاصة أمام الناس خرج إليهم وواجهه أحد بشيء فإنه لا يضعف لأنه اعتاد على ذلك.
2-قد أجد الطالب محبا لي وأخاف عليه الفتنة فاقسو عليه فيرى في هذه الصفة فيحصل في نفسه نفرة تمنعه من الغلو في محبتي.
3-قد أزجر وأنا لا أقصد الطالب الذي زجرته وإنما أقصد غيره من الطلاب الجدد فلا يسترسلون في الاستفتاء والأسئلة وإذا رأوا من هو أقدم منهم يزجر لزموا الحذر فيستقيم أمرهم بإذن الله.
4- لا أعرف أني زجرت وفي قلبي حقد أو ضغينة ولا أعرف أني زجرت بسب أو شتم رأيت علماء أجلاء نفع الله بأساليبهم ووجدنا لها أثرا بليغا في نفوسنا ومن رافقنا في الطلب فاجتهدنا في فعل ذلك بطلابنا ويعلم الله كمن طلاب تبؤوا سويداء قلوبنا بما رأينا من صبرهم وهم لا يعلمون بمقدار حبنا لهم ولم نشعرهم بذلك خوف غرورهم.
5-إذا كنت بهذه الصفة وحسب كلامك أنك مللت الصبر فإني أناشدك الله أن تقتصر على سؤالي بالارسال ولا تقف مع الطلاب لأني أخشى أن تسيء الظن وتحمل الوزر بذلك وقد يسترسل بك الشيطان فتشتكي لغيرك فتقع في غيبة أنت في غنى عن وزرها وقد يؤدي ذلك إلى فساد غيرك فالعلم لم يكن يوما بمعسول الكلام وإنما بالصبر الذي تتساءل في رسالتك إلى متى وأقول لك الى الموت فلا أعرف في هذا العلم يوما لم أتجرع فيه مرارة الصبر طالبا ومعلما وكل صبر ينسي ما قبله أسأل الله أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا).
انتهى
منقول عن التلميذ