View in Telegram
‏بعد فوز ترامب بالرئاسة الأميركية...ما الكارثة التي تنتظر الفلسطينيين والعرب والعالم؟ أولًا..ينسى العرب كثيرًا أن عملية ‘‘طوفان الأقصى‘‘ كانت مًصمّمة بالأساس لإيقاف مخرجات حكم ترامب..ترامب هو الذي غيّر المعادلة السياسية بالكامل في الشرق الأوسط عندما كسر أحد ثوابت السياسة الخارجية الأميركية واعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، مما قضى على أي إمكانية ‘‘صورية‘‘ لحل الدولتين تجعل القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية..بعد التصفية من المركز جاء دور الإجهاز على القضية الفلسطينية من الأطراف، فكان أن قاد ترامب المهمة التبشيرية بالتطبيع بين إسرائيل وعددًا من الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات والبحرين. وكانت الخطوة التالية هي السعودية لا شك..ثم فجأة وجد الفلسطيني نفسه في خضم معادلة جديدة تسحق بقايا صوته بعد الإجهاز على وجوده العضوي في أرض فلسطين التاريخية، فكان لا بد من مراكمة الغضب لأقصى درجة ثم الضغط على زر واحد حتى ينفجر الشرق الأوسط، وإما حياة للكل بما فيها الفلسطينيين، وإما دمار للجيمع، وليس الدمار بخبر جديد على مسامع الفلسطيني، لكنه سيكون مؤذيًا جدًا لكل المتواطئين. هذه الكارثة الإنسانية المهولة التي يحياها مليوني ونصف فلسطيني في قطاع غزّة بدأت من عهد ترامب..من محاولته وحلفائه في المنطقة تصفية القضية الفلسطينية والتصرف باعتبار ألا شعب عربي يقيم هناك أصلًا، أو أنه يٌُقيم لكن بصوت مخروس للأبد..فكان أن ردّ السنوار بالطوفان..الجمهوري والديمقراطي، الإنسان الأبيض في المؤسسات الحاكمة في بلاده، سوف يقتلنا، لا شك، مهما كانت أيدلوجيته..لكن الإشكالية تتجاوز ذلك.. بل تتعلّق بحجم التغييرات الهيكلية التي يجريها كل طرف في المنطقة..وترامب ملك التغيير..لا يحافظ على الأوضاع الراهنة رغم شدة تدهورها بالنسبة لنا، ومن ثم يعكف على إدارتها لصالح إسرائيل..لأ..بل يمسحنا من الخريطة السياسية اصلًا وهو حين يفعل ذلك فأنه يكون مدفوعًا بهلاوس دينية محضة تجعل الصراع المفروض علينا هو ‘‘استئصال ومحو‘‘ وليس ‘‘تعايش وتحجيم‘‘..معضلة ترامب هي جمهوره المسيحي الصهيوني في أميركا..وهي كلمة قد تبدو مُكرّرة في الأونة الأخيرة..لكنها بالفعل خطرًا داهمًا. تيار المسيحية الصهيونية هو أكبر داعمي ترامب في الداخل، وأعداده تتجاوز خمسين مليونًا..هؤلاء يحملون رؤية شديدة الكراهية للمسلم ابتداءً وينطلقون منها..يعتقدون منذ وصولوهم للولايات المتحدة في القرن السابع عشر قادمين من هولندا وفرنسا وبريطانيا، أن خلاصهم الأبدي لن يكون إلا بإنشاء مملكة إسرائيل الموعودة..وعلى مدى ثلاث قرون نقلوا الحلم لعراك السياسة وأنشأوا جماعات ضغط شديدة السميّة مهمتها توجيه الرأي العام الأميركي لخدمة مصالح إسرائيل..هؤلاء هم جمهور ترامب العقائدي الوفي..ويصعب جدًا التفاوض مع أحدهم وهو يحمل رؤية لضرورة تصفيتك دينيًا..يصعب حتى انتزاع حقك في الوجود...بالمناسبة يعتقد البعض أن اللوبي الصهيوني و Aipac هم خُدام إسرائيل في أميركا..صحيح؟ لا..بل الأسوأ منهم تيارات الأصولية المسيحية..يكفي أن أخبرك أنه حينما شنّت إسرئيل هجومها على المفاعل النووي العراقي كان أول من اتصل به مناحم بيجن ليس الرئيس الأميركي بل القس ‘‘جيري فالويل‘‘ زعيم منظمة ‘‘الأغلبية الأخلاقية / Moral Majority وهي إحدى أكبر جماعات الضغط المسيحية الصهيونية، وبنفسه وفي غضون ساعة حرّك 80 ألف شخص لإمطار أعضاء الكونجرس برسائل ترهيبية للضغط عليهم للتأثير على موقفهم، وخضعوا..نفس الأمر مع القس بات روبرتسون في غزو لبنان 1982..لدرجة أن القس ذهب بنفسه وأنشأ إذاعة في المنطقة المسيطر عليها من قبل قوات سعد حداد وأنطوان لحد لتأييد إسرائيل..ولعيون هؤلاء سوف يدفع ترامب فواتيره الانتخابية لصالح ‘‘توسيع إسرائيل‘‘. ما الذي تحاول أن تخبرنا به؟..ترامب أسوأ من هاريس التي قتلت 43 ألف فلسطيني؟..للأسف نعم..ترامب أصلًا صنع ذلك الوضع من البداية..وقياسًا على سلوكه السابق..سوف يمنح ترامب لإسرائيل - إن أرادت- شرعية ضم قطاع غزة، والاستيطان الموسّع في شماله، مع أمد غير منظور للحرب، بل وسوف يعوضها بمكاسب سياسية إضافية في دول أخرى وهو ما عبّر عنه نصًا بحتمية توسيع حدود إسرائيل..وما قد يفعله ترامب في أربع أعوام قد يحتاج أربع قرون لمحو آثاره. ثانيًا..ينتظر الجمهور العربي الناقم نهاية الكون، أو الحرب الكبرى، أو معركة تسحق الكل، بحثًا عن إثارة مفترضة أو تحقيقًا لعدالة غائبة يلعب فيها بمفرده دور الضحية..فليكن الجميع إذن ضحايا..لكن هذا الدمار سيكون العرب أول دافعي أثمانه الباهظة.. في تخطيط ترامب الاستراتيجي سوف ينتقل مركز صراع الكون إلى منطقة واحدة وهي ‘‘بحر الصين الجنوبي والشرقي‘‘..هناك حيث تعتقد أميركا الجديدة أنه يجب حصار الصين بحريًا وتجاريًا لتأخير تقدمها كقوة إقليمية مهيمنة قرنًا أو إثنين..هذه المعركة التجارية الفاحشة التي سوف يشنها ترامب..ستجر العالم معها لدوامة من رفع أسعار السلع
Telegram Center
Telegram Center
Channel