View in Telegram
‏شباب القسام هم خير رجال تلك الأمّة.. تقوم الدول بتمجيد أبطالها في معركة حربية يتوافر لهم فيها غطاء نيراني كثيف من الدبابات والطائرات والدفاعات الجوية..أنتج السوفييت مئات الأفلام عن استبسال الجنود في ستالينجراد، وهو حقيقي لاشك، لكن من خلفهم كان ملايين الرجال يعملون في مصانع إنتاج الذخائر في موسكو وملايين النسوة يقدمون الطبابة..الأميريكون بارعون في بروزّة الفشل حتى، وتحويله لصورة نصر لجندي أميركي لا يُقهر، ويجلس العرب أمام الشاشات لهذا أو ذاك مصفقون ومنبهرون..وحين أتاهم القسّامي..الرجل الذي حوّل أبسط الإمكانات لسلاح فتّاك يغزو به أرضه المسروقة، ويثخن في العدو، تجاهلوه بل ولاموه على ‘‘سوء صنيعه‘‘..سنة كاملة بلا ماء أو غذاء أو دواء، محاصر فوق الأرض ومن أسفلها، مراقبًا من الفضاء ومقصوفًا من الجو، ويصمد القساّمي متنقلًا من نفق لنفق، ومن حطام لأطلال، ليقنص رقاب العدو، ويسحق ميركافاته، مرتديًا خف بالِ أو ملتحفًا سترة ممزقة..جلس العرب يبحثون عن صورة البطل، بين شاشات السينما، ويحتفلون بأبطال الآخرين الذين سحقوهم..بينما تجري أمام أعينهم ملحمة حقيقية في الكرامة والصمود، ولا مجيب..وياليتهم حتى اكتفوا بالمشاهدة، بل أمعنوا في الخنق والتضييق، وكانوا لإخوتهم وبالًا أسوأ من عدوهم..وسيمر الوقت ويعلم المرجفون والمتخاذلون..أنهم أضاعوا خطّا أماميًا، وسدًا منيعًا، كان بمقدوره استنزاف الإسرائيليين بأقل الإمكانات، وشغلهم عن رقاب باقي العرب..وحينها..حين يستفرد بهم الإسرائيلي واحدًا تلو الآخر..سيعلمون أي فتى قساّمي أضاعوا..ليوم كريهة وسداد ثغر. حيا الله القسّام.
Telegram Center
Telegram Center
Channel