View in Telegram
استسلمت منظمة التحرير وخرجت من بيروت..فليعمّ الأمن الأميركي والسلام الإسرائيلي إذن..بالطبع..سيرى الفلسطينيون بأم أعينهم معنى الرفاه والرخاء الإسرائيلي بعد استسلام المقاومة..بعد 16 يوم فقط من خروج عرفات إلى تونس..وتحديدًا بتاريخ 16 سبتمبر 1982..اتفق وزير الدفاع الإسرائيلي أرئيل شارون، ورئيس أركانه رافائيل إيتان مع قادة ميلشيا القوات المارونية اللبنانية وبالأخص إيلي حبيقة ومارون مشعلاني على سحق المدنيين الفلسطينيين في صابرا وشاتيلا..أضاءات قوات شارون سماء المخيم بالقنابل الفسفورية، وتقدّمت الميلشيات المسيحية صوب المخيمات وقتلت في 3 ساعات أكثر من 3000 مدني فلسطيني، بأبشع الطرق، بقر البطون وقطع الأثداء. لعلك الآن تُدرك لماذا لا تستسلم حماس..حافظ الأسد صدّق الإسرائيليين في سهل البقاع وسحقوه..ياسر عرفات انسحب من بيروت وقتلوا 3 آلاف فلسطيني..لكن مهلًا..ما تزال هناك أسباب أخرى..القادة الفلسطينيون أنفسهم لم ينجوا لاحقًا..هل تعلم أن الطيران الإسرائيلي قصف تونس؟..كان ذلك في صباح الأول من أكتوبر من العام 1985..وتحديدًا مدينة حمّام الشطّ على بعد 50 كم من العاصمة التونسية..سلسلة غارات متتالية على مقرات منظمة التحرير والهدف اغتيال عرفات..لكن عرفات نجا وقُتل 50 فلسطيني و 15 تونسي..العهد الأميركي لعرفات كان ضمان سلامته الشخصية..وهذا ما جناه..محاولة اغتيال..صحيح فشل الإسرائيليون في اغتيال عرفات..لكنهم بالتأكيد سينجحوا في تونس..بدل المرة إثنتين. الأولى في 16 إبريل 1988..يومها ذهبت قوة إسرائيلية إلى الشواطيء التونسية..كانت تضم 16 من صفوة ضباط الشاباك والموساد والشين بيت وسيريت ميتكال ويتقدمهم إيهود باراك..نزل منهم 8 لبيت خليل الوزير..وأردوه أمام ناظري زوجته ب 76 رصاصة..وبعد 3 سنوات وتحديدًا 14 يناير 1991..سيقوم أحد أكثر الشخصيات الفلسطينية المشبوهة - والذي يُعتقد بعمالته للموساد في كثير من الدوائر - وهو صبري البنا المُكنّى بأبي نضال، بتجنيد أحد أعضاء فريق تأمين القيادي الفتحاوي هايل عبد الحميد الشهير ب أبي الهول‘‘..وكان العميل الخائن هو حمزة أبو زيد..دخل أبو زيد غرفة يجتمع فيها صلاح خلف ( الرجل رقم 2 في حركة فتح) وفخري العمري وأبو الهول..وأرداهم جميعًا بالرصاص. هذا هو ثمن الاستسلام..تصفية ألوف المدنيين واغتيال قادة المقاومة..هذا هو ثمن الثقة بالإسرائيليين..سهل البقاع..هذا هو عين ما ترفضه حماس..لكن ليس لهذه الأسباب فقط..وإنما يتبقى سبب أكبر..وهو أن الخبرة في التعامل مع الإسرائيليين من معركة حصار بيروت وتبعاتها تقول بأن الاستسلام والتشريد في المنافي كان بوابة كل الرذائ، لأنه فتح الباب أمام قبول حركة فتح بالتطبيع مع إسرائيل..لأن فتح حُيّدت تمامًا من جبهة الطوق، ولم يعد لها تأثير عسكري، فباعت كل شيء لأجل السلطة الوهمية..فكان أن حضرت مؤتمر مدريد ثم وقّعت اتفاق أوسلو الذي قضى على القضية الفلسطينية وحولّها من حلم تحرير الأرض، للقبول بسلطة فلسطينية عميلة للاحتلال الإسرائيلي تقوم - بالوكالة عنه- بمهام قتل واعتقال المقاومين داخل الأراضي الفلسطينية مقابل مساعدات أميركية. هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس؟...لأنها ترى المستقبل بعين التاريخ..ترى تطهير عرقي سيبدأ على نحو لم يسبق له مثيل..ترى موجات تهجير إجبارية لأهالي القطاع..ترى سلطة عميلة للاحتلال تنتقم من ألوف العوائل الفلسطينية بحجة دعم المقاومة..والأهم..ترى أرضًا فلسطينية أُخرست فيها صوت البندقية للأبد..وحلّ محلها تطبيع، يعيش فيه الفلسطينيون عبيدًا ما تبقّى من أعمارهم للإسرائيليين..هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس..وهل تعلم أن الإسرائيلي لا يؤمن وعده والأميركي لا يُضمن عهده؟..هل تعلم أن المُلام الوحيد هو الصهاينة، وأن من عليه إيقاف الحرب هم الصهاينة..وحدهم لا غير..هل تعلم..هل تتعلّم؟!
Telegram Center
Telegram Center
Channel