View in Telegram
نفس شريفة! «..بيد أن هناك محاولة للنيل مني، بل للقضاء علي يجب أن أردها بقوة، وأن أفصح ما يكتنفها من دناءة، وهي محاولة الإغارة على تراثي الأدبي، ووضع اليد الظالمة عليه في صفاقة لا أعرف لها مثيلاً في تاريخ الآداب والدعوات ليكرهني من شاء، أما أن تختطف كتاباتي ويوضع عليها اسم غير اسمي، ثم يتواصى الحاقدون بالإرجاف علي وإظهاري للملأ كأني أنا الناقل عن غيري؛ فهذه هي الجريمة التي تطلق عقيرتي بالصباح ، ولا أقبل فيها هدنة، عجباً لا ينتهي من عجب وفتوناً ليس يبلى من فنون! لكن لماذا مضت بي سورة الغضب على هذا النحو؟ إن هذا الموضوع ينبغي أن يطوى وأن ينسى وقلت لنفسي: ألا تتعلمين الإخلاص لله من مسلك الإمام الشافعي الذي ملأ طباق الأرض علما ثم قال: وددت لو نشر هذا العلم دون أن يعرف صاحبه؟ فلأفترض أن سحب النسيان غطت علي فلم يعرف أحد من الخلق أني سبقت إلى كذا، أو برزت في كذا، إنَّ ذلك لا يضير أمراً يقصد وجه الله فيما يكتب، بل ربما كان ذلك أعون على تصحيح نيته وتنقية وجهته، وقالت لي نفسى: لكن هؤلاء بعد أن تعاونوا على طردك من مكانك، وأرادوا إظهارك في ثوب الساطي على غيرك، فكيف يسمعون خطبك ويقرأون كتبك ثم ينتحلونها لأنفسهم، ويجعلونك في أعين الناس الناقل المقلد؟! وقلت لنفسى: ما تزالين تتعلقين بالخلق، وتذهلين عن الخالق! وأخيراً قررت أن أطوي هذه الصفحة، سائلاً ربي أن يغفر لي، ولمن جار علي، أو استهان بي، والله المستعان». علي الطنطاوي
Telegram Center
Telegram Center
Channel