واعلمْ يا عزيزَ القلبِ أنّ العتاب مثل الإهتمام، لا نفعله إلا مع من نحب..! فـ هناك أشخاص نعاتبهم محبةً ورغبةً بإزالة ڪل العوالق بيننا، لأنهم جزء من حياتنا، نعاتبهم إحترامًا، لأنهم قطعة من الروح والقلب، لا نستغني عنهم، وهناك من لا نعاتبهم أبدًا، لأننا في عتابهم نخسر أنفسنا، نعفيهم من عِتابِنا، نعفيهم من أن يڪونوا شيئًا يعنينا..!العتابُ أسلوب راقٍ، لا يفهمه الڪثير، والصمتُ بدايةُ انسحاب..!!
حتَّى أصحابك، سيُبقي اللهُ لكَ مَن كان وِدادهُ فيه ولأجله، أمّا من أحبّك لشَيء من أمورِ الدُّنيا، فإنّهُ سيُفارقكَ لفقده، إلا من أحبّكَ للهِ وفي اللهِ.
فاستمسِكُوا بصُحبةِ الآخِرة، لتنعموا بالإخاءِ السّرمدِيِّ الّذِي لا يَفنى!
لا تسمحي للزوج بأن يشترط عليك ترك العمل، فذلك ذكورية وتسلط.
وماذا أفعل؟
ابقِ موظفة تحت مدير يشترط عليك متى تخرجين من بيتك ومتى تدخلين، ويشترط عليك الاختلاط بالرجال، ويشترط عليك ألا تتحجبي عنه وعن الزملاء والعملاء، ويشترط عليك ألا ترضعي ولدك إلا ساعة واحدة أثناء الدوام، ثم تنسي الأمومة. ويشترط عليك ألا تغيبي إلا بإذن، وألا ترتاحي من المرض إلا بشهادة تثبت مرضك. وهناك من يشترط أكثر.
انظري كيف يدلسون عليكِ، لينقلوكِ من اشتراط لا يزيدكِ إلا عزّة إلى اشتراطات لا تزيدكِ إلا مهانة... ثم انظري كيف تصدقين.
"أمّا أنا يا الله َف لستُ من الصالحين أنا مِن هؤلاء الذين قُلتَ فيهم :وآخرُون اعترفوا بِذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً عسى اللهُ أن يتوب عليهم ان الله غَفُور رحيم"
"وحُرقَة القلوب على السنوار = برهانٌ على أنّ هذا الرجل قد حرّك في النفوس معانٍ للكرامة والعزّة والجسارة والإباء والصمود والصبر والصلابة كادت أن تنفق في بطون الكتب, فأحياها أبو إبراهيم غضّة طريّة من جديد بعزم من حديد!"
قد ينصَرِف عن ذهن الأكثَرِيه هذا الآمر العظيم!!، المرءُ مع من أحب!!، فانظر انتَ من تُحب؟ أهو : ممثل؟ مغني؟ راقِص؟ فيكون سببً في هلاكك!! .. ام صحابيٌن جليل؟ نبيٌ كريم؟ تابعيٌ قويم؟ ويكون سبب في نجاتك! وإذا كان حبيبٌ؛ فانظر هل حبيبك يُحاول تتبُعَ أثر الصالحين فيكون سببً في دخولك جنات النعيم! ام هو ممن إتبع خطوات الشيطان فيكون سببً في دخولك نار السعير - والعياذ بالله -
اللهم اجعلنا ممن أحب واتبع نبيك الكريم وارزقنا قربهُ يوم القيامه يا رب .
إن أنا متُّ.. فسلوا الله لي الفردوس الأعلى بغير حساب.. وأن يعاملني بفضله وجوده ورحمته وبما هو أهله، وتصدقوا عليّ بدعوة في جوف ليل وفي خلوة وفي موطن إجابة .
يرضى بالقضاء، يوقن بربه الرحيم اللطيف، يوقن باجتماع ثانٍ، يبكي اشتياقًا أحيانًا، يسكن فؤاده لأنها إرادة الله، تُلهيه الحياة شيئًا، تمر الأيام فيبكي من فرط الحنين؛ لكن لا يتجاوز الفقد وإن مرّت أعوام، لا يُشغل ذاك المكان الفارغ في قلبه أبدًا.
وأبلغ تعبيرات الفقد: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا إن كادت لتُبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) .
السلام عليكم ورحمة اللَّـه وبركاته؛ وصيّتي : لا أعلم متى سأغادر ومتى يُبلى جسدي و تتوقف صحيفتي وترفعُ روحي فلن ينفعني حينها سوى عملي وما أبقيتُ من أثري ومن رأى احسانًا في حساباتي فليبلغ غيره وليَذكرني بطيبِ الدَعوات. رُبما اليوم ورُبما غدًا أو بعد سنوات، سَيحل وقت مغادرتي لدارِ الدُنيـا أسأل الله حُسن الخاتمة ، تذكروني بين السكناتِ والوقفات، بين المواقفِ واللحظات،أنشروا عني كُل ما يُرضي الخالق وقولوا من بعدي: مَضت .. وهذا الأثر!-