ما تعرف أنا ابن من؟
في عهد النَّبي محمَّد -ﷺ- انتسب رجل، فقال الرَّسول ﷺ :- في عهدِ موسى عليه السَّلام انتسب رجلان أيضًا، فقال أحدهم:- أنا ابن فلان ابن فلان ابن فلان، وعدَّ تسعة من أجداده.
وقال الآخر:- أنا ابن فلان ابن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى -عليه السَّلام- أن المنتسب إلى التِّسعة في النَّار وهو عاشرهم، وأن المنتسب إلى فلان ابن فلان ابن الإسلام، كلاهما في الجنَّة وهو ثالثهما.
الميزان ميزان أعمال لا ميزان أنساب، الرَّسول-ﷺ- يمسك بيد فاطمة «وهي فاطمة ابنته البتول رضي الله عنها» ويقول لها:- «يا فاطمة أجيري نفسكِ من النَّار؛ فإنِّي لا أغني عنك من الله شيئًا».
فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون، كلّنا نأتي إلى الدُّنيا ونحن سواسية، طفل الملوك هناك كطفل الحاشية، ونغادر الدُّنيا ونحن كما ترى متجاورون على قبورٍ حافية، أعمالنا تُعلي وتُخفض شأننا، وحسابنا بالحقِّ يوم الغاشية، حورٌ وأنهار قصورٌ عالية، وجهنَّم تُصلى ونارٌ حامية، فاختر لنفسك ما تُحبُّ وتبتغي، ما دام عمرك واللَّيالي باقية، وغدًا مصيرك لا تراجع بعده، إمَّا جنان الخلد وإمَّا الهاوية.