أيتها العورة ..
عودة لرسالة أختنا التي ترى في وصف العورة مسبة للمرأة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها) صححه الألباني
العورة يا أختي في لغة العرب لها معنى غير الذي يتبادر إلى ذهنك وهو المقصود في هذا الحديث .. ومعناها هو كل شيء يحتاج للحفظ لأنه معرض لطمع الطامعين وقد جاء في القرآن الكريم ( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة ) .. أي أن بيوتنا محل طمع وستتعرض للسرقة إن تركناها..
وهذا أبلغ وصف للمرأة ولن يقوله إلا لطيف خبير..
عندما يكون عندك مبلغ من المال فإنك تحفظه في محفظة وتخفيه عن الأعين .... كما أنك لا تتجول بمالك طيلة الوقت بل تحفظه في مكان آمن ولا تخرج معك إلا ما أنت بحاجته، تتصرف بهذه الطريقة لأن المال غال عندك ولأنك تعلم أنه يغري الآخر بالسرقة، وحتى لو قالوا لك ليس في المدينة إلا سارق واحد، خشيت عليه من هذا السارق واتخذت التدابير لحفظه.
وهكذا يتعامل الشرع مع المرأة ..
لأن اللطيف الخبير يعلم أن المرأة هي أغلى من المال وهي في عين الرجل أكثر إغراء من المال .. وضع أن شئت امرأة في صورة مع أجمل سيارة وأجمل أثاث وأجمل بيت وأجمل منظر طبيعي لترى أعين الرجال تركت كل شيء ونظرت إلى المرأة ..
.
هكذا خلق الله المرأة مرغوبة محبوبة من الرجل وهذا من رحمة الشرع بالمرأة لو استعملناه الاستعمال الحسن وعشنا وفق ضوابط الشرع وتعليماته... لكن إن رمينا التشريعات وراء ظهورنا فإننا إذا نصبح كصاحب محفظة النقود الذي يرفض أن يخفي ماله ويعتبر هذا الإخفاء ظلما وتقييدا للحريات ..
.
والمرأة اليوم تعيش أسوأ عصورها لأن المدنية الحديثة ألغت مفهوم العورة بالكلية، وحاربته بشتى الطرق فصارت المرأة كمحفظة نقود مرمية في الشوارع، ذلك المال الذي يفترض أن يبذل الوقت والجهد للحصول عليه، صار الوصول إليه أسهل ما يكون وبدون تعب...
.
عندما ملأ الله قلوب الرجال حبا للنساء أمر النساء بالحجاب وأعفاهن من مسؤوليات الإنفاق وجعل مكثهن في بيوتهن عبادة وأوصى أباها بها خيرا وجعلها له سترا من النار إن أحسن إليها بالقيام بكافة شؤونها حتى تبقى هذه المحبوبة بعيدة المنال عن الرجل الذي زينت له، وهذا هو المغزى من الحديث، .. فيتقبل بذلك الرجل نفسيا أن يدفع المهور ويعيش منفقا عليها طيلة حياته يسكنها ويطعمها ويكسوها ويتقبل عاطفتها المتقلبة ويتحمل مسؤولية أسرة بأكملها ...كل ذلك من أجل الظفر بها ..
نعم هكذا اللطيف الخبير صان المرأة المحبوبة بشرائع تبقيها غالية، بأن جعل أشق مأمورية على الرجل هي الوصول إليها، حتى أن الرجل كان ينتظرانقضاء عدة المرأة على أحر من الجمر ليتزوجها، وكان يتساءل عن امرأة تكبره وثيب هل تراها تقبلني، والقرآن شاهد فقد نزلت تشريعات تأمر الرجل بأن يصبر حتى تنقضي العدة، ...وتسابق عمر وأبو بكر رضي الله عنهما للظفر بأم سلمة الثيب الكبيرة في السن ..
لكن المدنية الحديثة جعلت الوصل إلى المرأة أسهل ما يكون حتى أن البكر اليوم لا تجد زوجا، حتى أن الرجل يبلغ الثلاثين والأربعين ولا يهتم لأمر الزواج، لأنه فقد تلك اللهفة ...
بل وصار بعض الرجال لا يتقبلون أن يكون منفقين على المرأة كما أمرهم الشرع.. فأي شيء مهما أحببناه إن صار في المتناول بدون جهد رفضنا نفسيا ومنطقيا وعقليا بذل الجهد من أجله.
.
لقد كرمنا الشرع بأن جعلنا عورات، نساء وجب حفظهن وصيانتهن على من جبل على حبهن حتى ينعمن بحبه وقيامه على أمرهن، وأهانتنا المدنية بأن قالت إن المرأة ليست بعورة ، يعني شيء لا يستحق أن يحفظ فتنعموا بها بالمجان وتنصلوا من خدمتها وسلبوها كل حقوقها وكل ما يسعدها .. لقد استشرفها الشيطان
.
باختصار رفضك يا امرأة لوصف عورة معناه أنك ترفضين فكرة أنك شيء ثمين وجب حفظه وتتفقين مع من يقول إنك لا قيمة لك حتى تحفظي أو تحجبي أو يقوم محارمك بخدمتك وصيانتك.
-الخالة.