إنّه لَمّا أصابنا بالطّفِ ما أصابنا، وقُتِلَ أبي، وقُتِلَ مَن كان معهُ مِن وُلدهِ وإخوتِهِ وسائرِ أهله، وحُمِلتْ حُرَمُهُ ونِساءُهُ على الأقتاب يُرَادُ بنا الكوفة فجعلتُ أنظرُ إليهم صرعى ولم يُوارَوا، فعَظُمَ ذلك في صدري، واشتدّ لِما أرى مِنهم قَلَقي، فكادت نفسي تخرج -أي كاد الإمام أن يموت- وتبيّنت ذلك مِنّي عمّتي زينب الكبرى بنتُ عليٍّ "صلواتُ الله عليهما" فقالت: ما لي أراك تجودُ بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي
فقلتُ: وكيف لا أجزعُ وأهلع وقد أرى سيّدي وإخوتي وعُمومتي وولد عمّي وأهلي مُصَرّعين بدمائهم مَرَمّلينَ بالعراء، مُسلّبين، لا يُكفّنون ولا يُوارون ولا يُعرِّجُ عليهم أحد ولا يَقْرَبُهم بشر، كأنّهم أهلُ بيتٍ مِن الديلم والخَزَر..)😭💔