هُتِك حجابُ الله

نها مشيئةُ الله..

■ وقد أشارَ إلى ذلكَ إمامنا سيّدُ الساجدين "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" في بعض كلامهِ وهُو يُحدّثُ جابرَ الجُعفي عن بعض #مقاماتِ آل محمّد الغَيبيّة
فيقول:
(يا جابر.. وأمَّا المَعاني - أي المَعاني الإلهية.. مَعاني الله عزّ وجلّ - فنَحنُ مَعانيه ومَظاهِرُه فيكم، اخترعنا مِن نُور ذَاتهِ وفَوَّضَ إلينا أُمورَ عِباده، فنَحنُ نفْعلُ بإذنهِ ما نشاء، ونَحنُ إذا شئِنا شاءَ الله وإذا أردنا أرادَ الله..)

[بحار الأنوار: ج26]
:
■وهذا المعنى هُو نفس المضمون الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة حين تقول الزيارة: (مَن أطاعكم فقد أطاعَ الله ومَن عصاكم فقد عَصى الله) فالطاعةُ والمعصيةُ هي لِما يُحلّونَهُ ولِما يُحرِّمونهُ.. فما يُحلّونهُ يُحلّهُ الله وما يُحرِّمونهُ يُحرِّمهُ الله.

✦ قولهِ: (هذهِ الديانةُ التي مَن تقدَّمها مَرَق) أي هذهِ العقيدةُ التي مَن تقدَّمها وأنكرها ولم يَقبلْ بها فقد خَرَج مِن الدين.. مَرَقَ مِن الدين كمُروق السَهْم، فالسَهْم حينما يخرجُ مِن القوس يُقالُ لَهُ مَرَق،

فلذلكَ وردَ هذا التعبير في كلماتهم الشريفة "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم".. وقولهِ (ومَن تَخلَّف عنها مُحِق)
#المُراد مِن الذي تخلَّف عنها أي الذي شكَّك فيها، فهو لا يَجرؤ على التقدّم إليها.

#فالفارقُ بين المارق عن هذهِ العقيدة وبين المُتخلّف عنها هو أنَّ المارق يرفضُ هذهِ العقيدة رَفْضاً كُليّاً..

أمَّا الذي تَخلَّف عنها فإنّهُ لا يَجرؤ على التقدّم إليها والقبول بها بسبب الشُكوك التي تُسيطرُ على عقله،
#ولِذا بقي في وسواسهِ وبقي أُلعوبةً بيد الشيطان يلعبُ فيه كيفما يشاء..

■الرواية تقول عن هذا الشخص أنَّ (مَن تَخلّفَ عنها مُحِق) أي هلَكَ ووقع في الضلال والبُطلان.. يعني مَحَقَ دينه،
فهو يتصوَّر أنهُ على دين
والحال أنّهُ #لا دينَ له.

وقولهِ: (ومَن لَزِمَها لَحِق) أي لَحِقَ بهذا الركب المُقدّس السائر إلى الفلاح وإلى الفوز، يلحقُ بسفينةِ النجاة، بسفينة #مُحمِّدٍ #وآل #مُحمّد "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..
وهذا المضمون هُو نفسهُ الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة حين تقول الزيارة: (فالراغِبُ عنكُم مارِق، والّلازمُ لَكُم لاحق، والمُقصِّرُ فِي حقِّكُم زاهِقٌ).

●والمُراد مِن #الّلحوق بهم أي الملازمة لهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..
وهذهِ #المُلازمة تكون مُلازمة عقليّة ومُلازمة قلبيّة ووجدانيّة ومُلازمة قوليّة..

■وبعبارة مُختصرة وواضحة:
هي المُلازمة التي تختصرها هذهِ العبارة في الزيارة الجامعة الكبيرة (فمَعَكم مَعَكُم لا معَ غيركُم) يعني معيّة على طُول الخط.. وهذهِ المعيّة لا تتحقّق إلّا بنفي كُلِّ ما يأتينا من الطرفِ المخالِف لأهل البيت (على المستوى العاطفي، على المستوى الفكري، على المستوى النظري، على المستوى العملي).

• أيضاً حينما تقولُ الرواية: (فَأَشْهَدَهُم خَلقَها وأجرى طاعَتَهُم عليها وفَوَّضَ أُمُورَها إِليهِم) فهُو نفس المضمون الموجود في الزيارة الجامعة الكبيرة حِين تقول: (وإيابُ الخَلْقِ إليكم وحِسابُهم عليكم) وهو نفس المضمون في قول الزيارة الجامعة الكبيرة: (وَذَلَّ كُلُّ شيءٍ لَكُم)

■هذهِ الرواية لإمامنا الجواد "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" صريحةٌ في الحديثِ عن قيمومةِ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّد وولايتهم المُطلقة على هذا الوجود.. صريحةٌ في الحديثِ عن قيمومةِ إمامِ زماننا الحُجّة ابن الحَسَن "صلواتُ الله وسلامهُ عليه".. فما لأوَّلهم فهو لآخِرهم وما لآخِرهم فهو لأوّلهم..
#فعليٌّ هو #مُحَمَّد
#ومُحَمَّدٌ هو #عليٌّ ولكن عليَّاً هو الباب إلى مُحَمَّد، وهكذا هُم "صلواتُ الله وسلامه عليهم"..
هذا هُو التنظيم، وهذهِ هي المظاهرُ والتجلّيات.

▪أخيراً نختم ونقول:
سيّدي يا جوادَ الأئمةِ الأطهار: بحقّ أيّامِ ميلادكَ الأبهج وميلادِ رضيع جدّكَ الحُسين #خُذْ بأيدينا لِمعرفةِ إمامِ زماننا بالديانةِ الحقّةِ الحقيقة التي مَن تقدَّمها مَرَق، ومَن تَخلَّفَ عنها مُحِق، ومَن لَزِمَها لَحِق."
:
#جواد_الأئمة