هُتِك حجابُ الله

#التسمية_لا_تنفي_العداوة

✍️:
المتواترُ في كتبِ التاريخ يشير أن العلاقات كانت عدائية، لك أن تطالع في صحيحِ مسلمٍ، بمجرد أن تبحث تجد أن عليًا (عليه السلام) زعيمُ أهل البيت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) يَعتبر الأول والثاني كاذبين، آثمين، غادرين، خائنين. كل واحدةٍ من هذه الأربع تنسف دين البكرية من أساسها.

هذا حديث صحيح تعاضده أحاديثَ وآثارَ وقرائنَ تبلغ التواتر في معانيها تارةً، وتبلغُ الاستفاضة تارةً أُخرى، وهذا يكفي الإنسان الباحث الواعي إلى أن يفهم طبيعة الصراعِ، كذلك البخاري يصرح أن الأول أغضب السيدة الزهراء (عليها السلام) وأنها أُستشهدت وهي غاضبة عليه، وهذا يروونه في أصح كتبهم، بل وسارت بهذهِ الحقيقة الركبان وهي في وضوحها كالشمس في رابعة النهارِ.!

فكيف تأتيني بآثارٍ وأقوالٍ لبعض النسابين، كثيرٌ منها مخدوش، وكثيرٌ منها مُصحف، وكثيرٌ منها لا يستقيم ولا يمكن الاستناد عليه، وبهذا تنفي تلك الحقائق الواضحة المشهورة من أجلِ بعض التخميناتِ، لأنك وجدت في سلالةِ أهل البيت (عليهم السلام) واحد أسمه [...] إذًا لم تكن هنالك عداوة؟!

بهذا التسطيح والاستغفال للعقول والتسفيه لها تريد منا نفي التاريخ كله!

نقول:
لا يخفى على أحدٍ أن هذا الادعاء واللغة بحد ذاتها فيها من المغالطةِ ما فيها، لماذا؟
لأنه [أبو بكر] هذا ليس أسمٍ هذه كُنية. ولم يكن معهودًا خاصةً عند أهل البيت (عليهم السلام) أن يسمي الوالد ولده بكنيةٍ، كان يسميه ويكنيه، أما أن يلغي الأسمَ تمامًا ويكتفي بالأسم هذا ضربٌ من الخيال.

فإذن أولُ نقطة ينبغي أن يلتفت إليها في سياقِ هذا البحث أن [أبو بكر] من عرف بالتاريخ أبو بكر بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن أسمه أبا بكرٍ أسمه شيء آخر، وإن كان غلب على أسمه أو على ذكره كنيته، فهذا أمرٌ معهود وطبيعي.

من مصادر العامة أن لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولدًا يدعى أبا بكرٍ. أشار لذلك البلاذري في أنساب الأشراف #ج_١٢_ص١٢٤ يقول: وكانت ليلى بنت مسعود بن خالد عند علي بن أبي طالب -التي يقال لها النهشلية الدارمية إحدى زوجات أمير المؤمنين- فولدت له عبيد الله وأبا بكر، ثم خلف عليها عبد الله بن جعفر. إنتهى.

الآن هو يقول لديه من هذه المرأة عبيد الله و أبو بكر، إذن لابد أن ننظر في المصادر المتعددة حتى نرى هل أن أبا بكر هذا أسمه أبو بكر أم هذه كنيته. فنفتش عن الأسم؟ ما هو أسمه؟

نكتشف أن العلماء، المؤرخون، النسابون، سواءٌ من طرفنا أو طرفهم ذكروا لهذا الرجلِ أسمٍ، ولكنهم أختلفوا في أسمه، بعضٌ منهم قال أسمه محمد، والبعضُ الآخر قال أسمه عبد الله أو عبيد الله.

ممن قال أن أسمه محمد، الشيخ المفيد «ره» في كتابه الإرشاد #ج١_ص٣٥٤ حينما يعدد أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: محمد الأصغر المكنى أبا بكر.... وعبد الله الشهيدان مع أخيهما الحسين (عليه السلام) بالطف أمهما ليلى بنت مسعود.

إذن ليلى بنت مسعود كان لها ولدان أحدهما عبد الله والآخر محمد وعرف بالأصغر. وهذا الثاني كنيته بأبي بكر. وبالفعل نجد في الزيارة الرجبية ذكر أسمه (السلام على أبي بكر بن أمير المؤمنين...)

أيضًا ممن قال أن هذا الولد لأمير المؤمنين (عليه السلام) أسمه محمد، المؤرخ الشهير المعروف المعتمد عند الخاصة والعامة المسعودي صاحب كتاب #مروج_الذهب. له كتاب آخر أسمه التنبيه والاشراف، في هذا الكتاب في #ص٢٥٨ أيضًا يعدد أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام) فيقول: وكان له من البنين احد عشر، الحسن والحسين أمهما فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعدد بقية الأسماء... إلى أن يصل إلى قوله: ومحمد الأصغر يكنى أبا بكر وعبيد الله ويحيى... إلخ. إنتهى

هذه طائفة قالت بأن أسمه محمد من طرفنا نحن. وسيأتي الكلام من طرف العامة في الحلقة القادمة.

أسألكم الدعاء لي ولوالديّ.

#يـــــــتـــــــبــــــــع

-الشيخ علي الانصاري

#اللهم_العن_ابابكروعمروابنتيهماوعثمان_واتباعهم
#اللهم_عجل_للمنتقم_بالظهور

#التسمية_لا_تنفي_العداوة
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.
الصلاة والسلام على المبعوث إلى الخلائق أجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين.

✍️:
يدرك المسلمون الواعون جيدًا أن بعد وقوع إنقلاب سقيفة بني ساعدة تشكل في هذه الأمة خطان رئيسيان، خطٌ تمثله السقيفةُ، رجالاتها ومن جاء بعدها من أنظمةِ حكمٍ ورموزٍ ومعلمين ومحدثين وقصاصين ونحو ذلك. وخطٌ آخر يمثله أهل البيت (عليهم السلام) ومن شايعهم و والاهم وتتلمذَ عندهم.

والصراعُ بين هذين الخطين لا زال جاريًا منذ ألفٍ وأربعمئة عام تقريبًا، والعدواة بين هذين الخطين ظاهرةٌ واضحةٌ لأنها بالأصل ترجع إلى عداوةٍ بين رموزِ كلا الخطين، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعادي في الله الرمز الأول لخط السقيفة وكذا كانت الزهراء (عليها السلام) تعاديه، وتعادي الرمز الثاني... هكذا نجد ملامح التاريخ بصورة واضحة عن هذه العداوة والمنافرة بين الخطين.

تدعي الطائفة المبتدعة ومعهم البترية عدم وجود هذه العداوة، وأن العلاقات كانت طيبة وهذا ليس إلا هراء، فالتاريخ يكفينا المؤونة عند تصفحه، فهو يصرح ببطلان هذه الدعوى وزيفها، هذا بعد فقدان الأدلة القوية المتينة تشبثوا بحلمٍ رسموه [بأن أهل البيت والأول والثاني والثالث كانوا على محبةٍ و وئام، والدليل: إن أهل البيت سموا أبناءهم بأسماء الأول والثاني والثالث، ولا يعقل أن المرء يسمي أبناءه بأسماء أعدائه...؟!] حينئذٍ هؤلاء ليسوا بأعداء...!

قبل أن أضع الأدلة على بطلان هذه الدعوى، لا بأس أن أشير إلى أن هنالك مغالطة حتى في اللغة التفسيرية للبكرية والبترية، حيث بزعمهم أن العلاقات كانت طيبة والفرس الرافضة هم من يعكر صفو الأجواء.

مثل هذه اللغة بحد ذاتها تشير إلى إيهام الناس بأن طبيعة الصراع كان بين الصحابة ككل وأهل البيت (عليهم السلام)، في حين أننا لا نقول بهذا، نحن لا نقول أن أهل البيت (عليهم السلام) يعادون صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجمع. بل نقول أن صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا على جبهاتٍ وتكتلات متعددة، منهم من كان مع عترة النبي كجابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله عليه)، ومنهم كان مع رموز اعدائهم كخالد بن الوليد (لعنة الله عليه)، ومنهم من كان متذبذب ك(....).

فأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانوا بالألوفِ، وهذا ما ينبغي التركيز عليه وتدبره لأننا سنحتاج إليه عند الشروع بتفنيد الدعوى بفضل الله وحججه (صلوات الله عليهم).

#يـــــتـــــــبــــع


-الشيخ علي الانصاري

#اللهم_العن_ابابكروعمروابنتيهماوعثمان_واتباعهم
#اللهم_عجل_للمنتقم_بالظهور