يارب أنا في انتظار النهايات السعيدة التي عشت دهرًا أبحث عنها ، أتخيلها وأحلم بها.. يارب أدعوك أن لا تغلبني هذه الدنيا أكثر وأنا الذي لا حول لي بها ولا قوة وما يُزكيني هو يقيني بأنني عبدك ولن تُضيّعني أبدًا.
كان رسول الله ﷺ يدعو بهؤلاء الكلمات، ويُعلّمُهُنّ: "اللهمّ فارج الهم، وكاشفَ الكرب، ومجيبَ المضطرين، ورحمٰن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني اليوم رحمة تغنيني بها عن رحمة سِواك" .
وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير فائدة كبيرة، وذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار، فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته، فإنه هالك. -السعدي
ذكر ابنُ القيّم رحمه الله في كتابهِ -مدارجُ السَّالكين- عشرة أسباب تجلبُ محبَّة الله في القلب وتُوجبها بإذن الله تعالى وسأذكرها لكم رزقنا الله وإيّاكم حُبَّهُ وقُربه :
١-قراءة القرآن بالتدبّر والتفهم لمعانيه ٢-التقرّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ٣-دوام ذكر الله على كُل حال ٤-إيثار محابّ الله على محابّ النفس عند غلبات الهوى ٥-مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبّهُ لا محاله! ٦- مشاهدة برّه وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة ٧-إنكسارُ القلبِ بكُليّته بين يدي الله تعالى ٨-الخلوةُ بهِ وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوةكلامه، والوقوف بين يديه، ثُمَّ ختمُ ذلك بالاستغفارِ والتوبة ٩-مجالسة المُحبّين الصادقين، والتقاط أطايب ثمراتِ كلامهم كم يُنتقى أطيب الثمر . ١٠- مُباعدة كُل سبب يحولُ بين القلبِ وبين الله عزَّ وجل .
سيغير الله لكَ، كُل شي، الأسبَاب والظروف والقلوب والأهَل، والأصدقاء والأعَداء والغرباء، وكُل شيء ! ركَز على ما تُريده واتُرك أمر تحقيقه لله تعالى، اطلب وتمنى، مَا شئت من الله، فمَن سيعطينا، إن لمَ يعطينا الله.
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ قال رسُول اللَّهِ ﷺ : أَوْلى النَّاسِ بِي يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم عَليَّ صَلاَةً. اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيم ؛ اللَّهُمَّ بارِك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيم ؛ إنَّك حميدٌ مجيد .
الذاكر لربّه مُعان في كلّ أُموره، قال تعالى: ﴿فاذكُروني أذكُركم﴾، وذكر الله للعبد يشمل حفظه، وتأييده، ورحمته بعبده، وكم في ذكر الله آثارٌ من جمعيّة القلب، وحصول الطمأنينة، وجلاء الحَزن، وذهاب الهمّ والغم، والذاكر لربّه يحصل له من التّمكين والظفر ما لا يحصل لغيره من الغافلين!