كيف سأخبركم، يا من لم تأتوا بعد؟
كيف أشرح لكم أنكم لن تعرفوا عمًّا أو خالًا،
لن تجدوا جدًّا يمسح على رؤوسكم،
ولا جدّة تحكي لكم حكايات الزمن الجميل؟
كيف أقنعكم أن الجميع قد رحلوا،
دون أن نترك لهم قبرًا نزوره،
ولا أثرًا يشهد أنهم كانوا هنا يومًا؟
كيف ستصدقون أن الأجساد لم تُدفن تحت التراب،
بل تلاشت تحت الأنقاض؟
وأن صرخاتهم الأخيرة،
كانت مجرد خبر عابر على شاشات الأخبار؟
لهذا أخشى أن أُنجبكم.
لأن الحياة التي ستأتون إليها،
قد لا تكون عادلة بما يكفي
لتحفظ لكم ما سُلب منا
ليست الأرض وحدها
بل حتىٰ نحن .
محمد يوسف | ميم