•
"حين أهلكَ اللَّهُ فرعون لم يهلكه بتغيير موازين القوىٰ، وإنَّما أهلكه وهو يقول: أنا ربُّكم الأعلىٰ! أخذه وهو في أوجِّ قوَّته، علىٰ رأسِ جيشه المدجَّج!
وحين أهلكَ اللَّهُ النَّمرود لم يهلكه في لحظة ضعفٍ، وإنَّما أهلكه وهو قمَّة غطرسته، يُنادي في النَّاس: أنا أُحيي وأميتُ!
وحين أهلكَ اللهُ عاداً، لم يهلكها بتغيير الأسباب، وانقلاب الموازين، وإنَّما أهلكهم وهم يقولون: من أشدُّ منَّا قوَّة!
وحين أهلكَ اللَّهُ ثمود، فإنَّما أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون الصَّخر بالواد!
وحين شتَّتَ اللَّهُ شمل الأحزاب يوم الخندق، كانت الأرض قد ضاقتْ علىٰ المومنين بما رحبت، وبلغت القلوب الحناجر!
حين بدأتِ الحربُ علىٰ غــزَّة كنتُ أعتقدُ أنها جولة من جولات الحرب، ستنتهي كما انتهتْ كلُّ الجولات التي قبلها، أمَّا الآن فشيءٌ ما في داخلي يقول إنَّها الجولة الأخيرة! وإنَّها لن تبقىٰ علىٰ الشَّكل الذي هي عليه الآن، ستأتي ريح الأحزاب بإذن اللَّه، ورياح اللَّه لها ألف شكلٍ وهيئة، وما يعلمُ جنود ربِّك إلَّا هو!
وحتَّىٰ إن انتهت كما انتهتْ الجولات السَّابقة، فستكون قد بدأت من حيث انتهتْ!
ولـٰكنَّ الشَّيء المؤكَّد أنَّ هـٰذه الحربُ خرجتْ منذ زمنٍ من أيدينا وأيديهم، يدُ اللهِ تُسَيِّرُهَا."!
- أدهم شرقاوي.🌸🤍