"أن تجلس لتتْلوا القرآن الكريم أو لتحفظ جديدًا أو تقرأ وردًا أو تراجع محفوظًا ليس بالأمر الهين! إنما هو توفيق من الله تعالى لا يستديم عليه إلا موفق، إنه كلامه سبحانه يختار له من يشاء"
طالبُ القرآن: عليه أن لا يفتح لنفسه بابا في ترك الحفظ ولو كان يوما في الأسبوع، فإن التّراخي مُؤدٍ إلى الكسل، ومن ثمّ يَبدأ بِفَتحِ باب التّعويض حتى ينتهي به المطاف إلى الفتور والتّرك ولا يغرنّك من يقول "اجعل يوم في الأسبوع للمراجعة" فإن المراجعة مستمرة يوميا لا توقف فيها!
ركائز الحفظ ثلاثة: تأسيس وتَكرارٌ ومراجعة وأشدُّها على النّفس هي المراجعة لأنها تحتاج إلى مداومة واستمرار.. فأنت قد تحفظ وتُكرِّر وتُتقِن، ثُمّ تُقصِّرُ في المراجعة.. فَيتفَلّتُ محفوظك.. - واعلم: أنّ المراجعة تثقُلُ على من لم يُتقِن أما المُتقِن فالمراجعةُ عنده كالماءِ البارد..
حفظ القرآن يتطلب الأخـذ من وقت الراحات والمباحات من نوم وزيارات وغيرها ليُصرف هذا الوقت في الحفظ والتكرار والتثبيت، مع الإستمرارية والمتابعة .. وكـل ذلك يحتاج كـثـيـراً من المجاهدة والصبر☔️.
🔹 على كل من يلازم حلقات القرآن مراجعةً وتعلمًا وتدبرًا،أن يجدد بداخله الفرح والرضا بأنّ الله ساقه من بين ملايين البشر إلى هذه المحاضن! أن يشكر الله على هذه النعمة ويدعو الله أن يكون ممن علم فعمل بماعلم، وإن كنت في ضغط الأختبارات، والتكرار والسرد لاتغفل أن تسقي قلبك بالدعاء.
•• - تلك الحافظة هل تظنيها تمنّت ختم القرآن الكريم ثم أتت إليها عصا سحرية وحولتها إلى حافظة وجعلتها من أهل الله وخاصته! لا وربي، بل جف حلقها وهي تكرر في الآيات وبَحّ صوتها أثناء تطبيقها لأحكام التجويد، حرمت نفسها من ساعات نوم، تخلّت عن جلسات النساء وفضّلت أن تعتكف على مصحفها، جاهدت فتورها تجديها، سقطت فحاولت النهوض بأكثر قوة من قبل، بكت و تضرعت إلى الله بأن يفتح الله عليها ويشرح صدرها للقرآن.. الله لا ينسى جهادها أبدًا، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"
لو كان المُراد ينال بالتمني، لكان لكل إنسان ما تمنى، بل يُنال المُراد بالسعي والإجتهاد في تخطي العوائق والصبر ونفض الكسل.. ولا تستديم على حفظ القرآن ومراجعته من جديد إلا موفقة، توفيق من الله تعالى إذا رأى من عبده صدقًا و إخلاصًا.. استعيذي بالله من طول التمني وحرمان الوصول 🌸🫧‟.
أيها الحافظ للقرآن لا تنس وردك بالمراجعة وأيها القارئ لا تغفل عن تلاوة حزبك ، فليس لنا مع كلام ربنا إجازة أو عيد فهو منهجنا، وبه نجاتنا وفلاحنا، وهو نورنا وشفاؤنا..