(تابع)
أسئلة كثيرة كانت تراودني، لكنّها مع ذلك لم تكن تعكّر عليّ الطمأنينة الكبيرة التي رزقني الله إياها بعد ذاك القرار، لقد عادت الحياة لابتسامتي، وجدتُ في نفسي تقديراً عجيباً لكلّ دقيقة مع أطفالي، لكلّ حوارٍ معهم، شعرتُ أن أمومتي لهم بدأت من جديد وشعرتُ أنني استعدت ما رزقني إيّاه ربي، وجدتني أتعجب من جمال صغاري الذي كنتُ غافلةً عنه، أنبهر بأدقّ حركاتهم، وأرغب فوق الوصف بفعل ما يرضي الله معهم وأنا أشعر أن الله تبارك وتعالى ردّني بفضله إليهم..
لكنّي مع ذلك عزمتُ على الخوض في ذاك الملف وفي عمق نفسي، للنظر فيما أوصلني وأوصلنا جميعاً إلى هناك، في الحلول الفكرية والعمليّة لهذا الواقع المؤسف، من أين يُغرس في ذهن الفتاة منذ نعومة أطفالها أن كونها أمّاً و زوجةً "فقط" شيءٌ سخيف؟ لماذا وصلتُ أنا إلى تلك النقطة التي كنت أعمل وأعمل وأعمل فيها ولا أملك أي فكرةٍ لماذا؟ ولماذا كان ردّ الناس عليّ بتلك الطريقة؟
وهناك وجدتني أريد أن أتقرب لربّي وأتعرف على نفسي، أريد أن أفكك المفاهيم المغلوطة فيّ وفي غيري، أريد أن أثبُت وأثبّت غيري من الإناث والأمهات والزوجات، أريد أن أفتح ملفات الأنوثة والأمومة والزواج، أنظر أين ابتعدنا كمجتمعٍ فيها عن وحي ربنا وكيف وصلنا إلى ضنك عيشنا وخسارة أعمارنا..
ومن هناك بدأت أكتب..
....
-----
من مقدمة كتاب #رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة