في البداية ما حكايتك مع الأدب؟
اكتشفته بفضل مصطفى لطفي المنفلوطي. التهمتُ كل ما كتبه وتبيّن لي وأنا أقرأ أن للأدب لغة خاصة تختلف عن لغة الحياة اليومية، طريقة مميزة في الكتابة والتفكير. فمن يكتب نصًا أدبيًا يخضع لأنساقٍ ثقافية وجمالية وإيديولوجية محدَّدة، وقد لا يعي بخضوعهِ لها. صرتُ أكتب مثل المنفلوطي، أقلّده في الإنشاء المدرسي، وكان الأساتذة يعجبون بتفوّقي في هذه المادّة.
كانت هذه هي بركة المنفلوطي عليّ (يضحك)، لكنهم مع ذلك كانوا ينظرون إليّ بشيء من الريبة طارحين سؤالًا ملغومًا؛ «هل أنت حقًا صاحب هذا الكلام؟»، ظل السؤال يلازمني حتى خلال الامتحانات المحروسة، حيث يستعصي ويستحيل على التلميذ أن يستعين بكتابٍ لأيّ كان. في سياق الريبة والشك في كلامي، علمتُ أنني كاتب.
هذه أسئلة وإجابات مختارة من حوار د. عبد الفتاح كيليطو مع جلال الحكماوي، والذي نشر عام 2006 في «الشرق الأوسط» ولاحقًا نُشر مع مجموعة لقاءات صحفية أخرى في كتابٍ من إصدار دار توبقال، بعنوان «مسار»، صدرت طبعته الثانية، المزيّدة والمنقّحة، في 2018.