أعيذك يا صاحبي بالله أن تكون من أهل الصور، ألا يكون لك نصيبٌ من الصدق إلا صدق مواقع التواصل ..
ما أسهل أن يكتب الإنسان أو يغرد حول ما يشغل أمته، أو ينشر المآسي والتكبيرات والأفراح بالنصر، ثم يكون عمله مكذّباً لأقواله، ثم يكون عمله مكذّباً لأهدافه... أتذكر مقولة الشيخ مشاري الشثري حفظه الله: لا تحدثني عن آمالك وطموحاتك وأهدافك .. حدثني عن إنجازك اليومي
إن كثيراً ممن حولي أهدافهم في هام السماء، وإنجازهم أسفل سافلين، قد لا يحفظوا من القرآن إلا ما يتمّون به صلاتهم، قد لا يُشغلوا إلا بالماجريات والقيل والقال قال صلى الله عليه وسلم -بأبي وأمي هو- إن الله كره لكم ثلاثا .. قيل وقال"
هذا إن كانت في المباحات، إن كانت في ماجريات الإنسان اليومية، وما جرى مع الإنسان في يومه، وما أكثر ما يدخل الحرام إليها في أيامنا، من الغيبة والنميمة والله المستعان ..
أن تسمح لكل من هب ودب بأن يأخذ وقتك، ويحادثك ويأخذ الأوقات
انا هُنا لا أتحدث عن صديق تفضفض له وتأوي إليه، أنا أتحدث عن محادثتك لكل شخص بماجريات هذا الشخص، أو ماجريات التوافه حولك ..
إن تعليقا واحدا عامّاً يكفي لاستنكار تدنيس الكعبة التي شرفها الله، ولا يشترط أن تحادث كل ملتزم تعرفه مظهرا غيرتك .. فالصالحون يخفون عباداتهم كما يخفون معاصيهم ...
لا يشترط أن تظهر نفسك مظهر البطل في كل حدث ووقيعة، إن الواجب عليك هو الإنكار والقول بالطريقة التي تقدر عليها، فلا تتقمص دوراً ليس دورك، ودع التحليلات والتخمينات لأهلها، ما عليك: الدعاء والإنجاز اليومي!
شُغل كثير من الناس بأحداث غزة من اولها، لكن لم يكن حظهم من الشغل ٱلا إضاعة الأوقات، ونوم الليالي، وإحياء بعض السهرات في القيل والقال والتحليلات وحظ ربهم من لياليهم كحظ الطائر إذا شرب من البحر، فلا تشغلن اليوم بما شغلوا به، فقد اتقدوا ثم انطفؤوا والله المستعان...