إن خطاب الطاعة المطلقة الذي يكرّسه بعض المشايخ في الأمراء، أو بعض المشايخ في طُرقهم أو منهجهم ليس من الإسلام في شيء، بل الإسلام كثيراً ما يذم التقليد الأعمى، والهوى المتبع بغير دليل
وقد ضلّت العديد من الفرق الإسلامية بالغلو في الأشخاص، سواءً أكانوا صالحين أو ذوي سلطة، وبحسن نيةٍ وبسوئها
فقد نشأت فِرقٌ كاملةُ بمعزلٍ عن الهدي النبوي، بل حتى كثيرٌ من المنتسبين إلى السلفية لم يفقهوا حقيقة السلفية، أو صارتْ نصوصاً في أبوابٍ دون أبواب، فيزعمون أنهم الفرقة الناجية وأنهم على ما "عليه أنا وأصحابي" ثم تجدهم أبعد الناس عن قضايا المسلمين، وعن الجهاد في سبيل الله، وعن الأحوال القلبية للصالحين، بل تجدهم يتهمون بعض من يهتم بهذه الشؤون، ويتتبع جميع أحوال الأنبياء للاقتداء بهم
إن خطاب التقليد الأعمى دمّر الشريعة في تمثله الصوفي والشيعي، وفي تمثله المدخلي، فإن الشريعة نزلت ليؤخذ هدي النبي صلى الله عليه وسلم كاملاً، لا ليحصر في أبوابٍ معينة، وإن غاية الشريعة الكبرى: تعبيد الناس لرب العالمين عزوجل
وكيف سيعبد الناس رباً يحكي لهم شيوخ المداخلة عنه بأنه ولّى ولي الأمر الذي يفجر في كل صغيرة وكبيرة؟
#مقتطفات