في بيت لاهيا مجازر مروعة؛ وحرب إبادة تطال البشر والحجر والشجر.
وفي الجنوب أقسم لكم بالله تعالى لا نجد رغيف الخبز.
ومن يجد الطحين فلا يستطيع شراءه.
فلا تعتادوا المشهد، ولا تُطَبّعوا مع المجزرة.
هنا إخوةٌ لكم في الدين لا يزالون رغم هول الخذلان صامدين؛ فلا تبرحوا أماكن النصرة والدعاء ونشر قضيتهم؛ فهذا أقل واجبكم الآن.
نداؤنا لكم ليس استعطافاً، فحاشا الكريم أن يستعطف عبداً مثلَه، ولكننا نستصرخ فيكم فريضةً نخشى عليكم تفويتها مع القدرة فتُجزون عاقبة تركها.
ونسجل هنا للجيل حوادث عشناها وعاينا أهوالها، لنقيم فيها أسوار منعةٍ من اليأس والخوف وأننا لازلنا نستقبل الموت فداءً لديننا ورباطاً على أرضنا، فلا يُقال انتكس مسلمٌ في ساحة جهاد؛ أو فرّط فلسطيني في أرضه طلباً لسلامة نفسه.
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد أبداً أبداً.
د. نائل بن غازي