انتظارُك للزوجِ حتى تحفظي معه القرآن وتطلبي معه العلمَ الشرعيّ ويسبّح على يديك وتلتزمي معه فهو ضربٌ من العبث والسفه وعيشُك لجوّ الرومانسياتِ حدّ الإغراق ليس من العقلِ في شيءٍ وهو مجرّد تضييعٍ للأوقات ، وهذه الأمورُ التي كَثرت في الروايات ليست صحيحةً دومًا وقلّما توجد في الواقع !
وإن وُجدت فهي ليست بذلك التصويرِ المُبالغ فيه إلا أن يكون هذا الزوجُ متفرّدًا متخلّقًا بأخلاقِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم الذي يهتمّ لأدقّ تفاصيل الصغير والزوجِ وإن أتى من حربٍ وكان في كرّ وفرّ ..
فلا تنتظري أحدًا لتقتربي مِن الله واخرجي من قاعات الانتظار هذه التي تمتص رحيق روحك وتطفئ جذوةَ نفسك فالاقترابُ من اللهِ لا يحتاجُ بالضرورةِ كلّ هذا الانتظار ، فما علّقه الله بشخصٍ بل بسجودٍ صادق { واسجد واقترب } ..
وقفي ببابِ الله الذي يحسن تقديم ما حقّه التقديم ويحسن تأخير ما حقّه التأخير وسليه مما تحبين فالله لا يتعاظمُه شيءٌ وإن استعظمه من حولك ..
ولن أنكر أنّ الرفيقَ الصالحَ ساحبٌ للخير فكونيه أنت قبل أن يأتي بإذن الرحمن الرحيم ولا عيب أن تسأليه من فضله أن يرزقك من يُكرمك ويُحبّك لا من يفتنك في نفسِك ودينك .
- نُقل