وتبقى المسافة بيننا عتيدة، لا تؤمن بفكرة التنازل عن عليائها لتقريب قلب لحبيب.
وأبقى أنا، يستوطنني الحنين، وتتحداني التواريخ، حين تعود بعد عام فتجدني في ذات النقطة من الزمان.
وأنت كما هي عادتك، قابعٌ في جوف منفاك الاختياري، تمارس الحزن بمفردك، وتلعن المسافات.
على افتراض أن كلمات الحُب لا تموت، تستحيل نجومًا ثم تغادر نحو السماء، كانت قصتنا لتكون أكثر المجرات لمعانًا على الإطلاق.
وعلى افتراض أن الأيام تمنحنا ما نريد، كنت لأحطم كبرياء المسافة، وأرغمها على البقاء معنا في ذات الحيز من المكان.
وأنت كنت لتنسل من كل هذا السواد، لعالم أزرق، مشع بالأمل، كتب عند بوابته: يمنع دخول الحزن، الأسى والخذلان. لتجدني مبتسمة في ذلك العالم، أطهو وجبتنا المفضلة، وأرتب الكتب التي نحبها في الرف الأمامي من المكتبة.
تبدو الأحلام أكثر جمالاً حين تتحلى بك، وبالحكايات التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد.
ولأننا أبعد ما نكون عن العالم الأزرق، ولأن حكايتنا محكومٌ عليها بالزوال، فالنحافظ على بقايانا، وألا نتبعثر في الهواء، كالأحاديث التي لم تجد من يصغي لها فصمتت بهدوء.
أما أنا، فأوقن أن المسافة جنون، وأن كل أحزاني تقودني إليك، وأنك تأقلمت على البقاء بين الجدران.
🕊🕊🕊