أمور متعلقة بعمرهما، وعمر زواجهما، قدرتهما الانجابية، والمادية.. - هل لدينا فرصة؟ - نعم! ضمّت نفسها وهي ترتعش.. - سنصبح أبوين حقًا؟ - إن تيسّرت الأمور..سنكون.. آذار.. أريد أن أُسرّ لك بأمر..هل لدينا وقت؟ - نعم لدينا وقت أخبرني.. - تعرفين..في بعض الأحيان..كنت أرى في عينيكِ لومًا لله على هذا الشرّ الذي ابتُلينا به..أقصد عدم قدرتنا على الإنجاب.. - أستغفر الله..تُبت يا بِشر والله.. - أعلم شعرت بذلك أيضًا..لكن لم أقل بعد ما أردت قوله.. - أخبرني.. - تعرفين في بعض الأحيان نجدُ الخير يتممّ الشرّ، والشرّ يتممّ الخير.. أو أن التقاء شَرَّين يستحيل خيرًا! يعني رُبما حُرمنا حقًا..ولم يكن في قدَرنا أن نُنجب أطفالًا.. ربما لم يُكتب لنا أن يكون لنا أبناء من صُلبنا.. هذا شر..شر مؤلم بالنسبة لكلينا.. تأملي معي.. هناك طفلة، جميلة، قُدّر لها أن تحظى بأبوين سيئين أنجباها بطريقة حرام، ثم تركاها على أحد الأبواب، لتكون بلا أب أو أم!.. لتغدو وحيدة منذ اللحظة الأولى.. هذا شرّ أيضًا..صح؟ - صح.. - لو قمنا باحتضان طفلة..يستحيل الشرّان لـخير..خير جميل يا آذار.. وبهذا نرى التكامل والتمازج بين الشر والخير، التكامل بينهما..كيف أن كل واحد منهما يعطي المعنى للآخر.. حتى الشرّ..نعمة! حشرج صوته وهو يحاول أن يضبط انفعاله - سبحان الله يا آذار..ما كنت أتخيّل الأمر بهذه الصورة قط..سُبحان الحكيم يا آذار.. دمعت عيناها أيضًا.. سأل بِشر: - إذًا ما قولُك؟ - برأيي ستكون بابا جميلًا جدًا هههه ----- النهايات الجميلة..قد تكون هنا أيضًا في الحكايات.. فوجئ بِشر لمّا علم أن المكان الذي لبثا فيه قرابة الشهرين هو مشروع ابراهيم المُسمّى بـ "شمس".. كل الأحداث كانت مدروسة ومرتبة.. الهدف كان تزكية نفسيهما.. يا لها من فكرة! يا له من معسكر! الاختبارات الدنيوية انتهت..لكنّها ربّت فيهما أنهما في اختبار قد لا تظهر حكمته في الآن واللحظة.. ما أجمل العودة للوطن..للبيت..للعمل.. لكنّ الأجمل أن شمس الصغيرة تعيشُ الآن في كنف بشر وآذار..فتاة مشاغبة..مثلهما تمامًا.. لم يحملا عبء إخبار الآخرين عمّن تكون، لم يعبأ أحدهما بأن تلاقي يومًا مشقّة قبول نفسها وهما يقدّرانها كل هذا التقدير.. مرّت شهور كثيرة، شمس تكبُر، وبِشر يصغر.. يحملها على ظهره ويضحك بينما يجري في المنزل وهو يصدر أصوات مركبة فضائية..وضحكات شمس تُنير عتمتهما.. تنظر إليه آذار..تبتسم..وهي تشعر بتوعّك.. تظنّ أنه ذات الألم الذي شعرت به في قرية شمس.. هو نوع من الأوجاع تشعُر بها في كل مرة يغيّران فيها سكنهما.. أجل..غيّرا مكان سكنهما حديثًا..لأجل البدايات الجديدة، الأكثر بساطة مما كانا عليه.. غادرت غرفة الجلوس..تركت بِشر وشمس يلعبان.. دخلت دورة المياه.. خرجت بعد مُدة.. نظرت لبشر ووجهها أصفر..ويدها ترتعش.. وقف بِشر قلقًا..وتحولت ملامحه من الضحك إلى الوجوم - أنتِ بخير؟ -سأل- - أنا حامل! -أجابت- دمعة وابتسامة ~ - النهاية 🦋💗.