عباداالله .. إبراهيم هو خليل الرحمن ، والخلة هي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه حتى لم يبقَ فيه موضع لغير المحبوب .. حتى لم يبقَ موضع لغير المحبوب ..
ولذا سمي الخليل خليلاً ، وهذا هو السر والله أعلم الذي لأجله أمر الله الخليل بذبح ولده ، وثمرة فؤاده وفلذة كبده ..سأل الولد فأعطيه ، وتعلق به قلبه وأخذ شعبة من قلبه ، والخلة منصب لا يقبل الشراكة والقسمة .. والخلة منصب لا يقبل الشراكة والقسمة ..فغارالخليل على خليله .. فغار الخليل على خليله ..أن يكون في قلبه أحد سواه فأمره بذبح ولده .. فأمره بذبح ولده ..ليخرج المزاحم من قلبه ، فلما وطَّن نفسه على ذلك وعزم عليه حصل المقصود فلم يبقَ في إزهاق نفس الولد مصلحة فحال الله بينه وبين ذلك وفداه بالذبح العظيم ..فجاء الأمر يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُؤيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ ...أي من أطاعنا وامتثل أوامرنا لا خَوْفٌ عَليْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ .
عباد الله ..ما تمر به بلادنا اليوم من فتن ومصائب وأهوال جسام .. تحتاج إلى صبر وثقة ويقين بربّ العالمين ، وأنه لا يأتي من الله إلاَّ خير .. وأنه لا يأتي من الله إلاَّ خير ..
سحابة صيف وستنقشع وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ..
فردد وكرر وادعو دائماً :
اللهم .. اجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر ، وإذا ابتليته صبر ، وإذا أذنب استغفر..
اللهم .. حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين
اللهم.. لا تحرمنا خير ما عندك بأسوء ما عندنا يا حيّ يا قيّوم
اللهم.. انصر من نصر الدين واخذل من خذل عبادك الموحدين
عباد الله .. ألا إنَّ الله أمركم بأمر بدأ به بنفسه وثنَّى به بالملائكة المسبحة بقدسه
فقال جلَّ من قائل
( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً )
اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم ارضى عن صحابته أجمعين ، وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وسائر الصحابة وسائر التابعين ومن سار على هديهم واقتدى بهداهم إلى يوم الدين
وعنا معهم بجودك وكرمك ورحمتك
يا أرحم الراحمين