أكثِر من التَّسبيح؛ متذكَّرًا تنزيه الله عن جميعِ النقائِص،وأكثر من الحوقلة؛ متذكرًا أن غيرَ الله لا حول ولا قوَّة له،وأكثر من التكبير؛ متذكرًا كبرياء الله وعظمته تعالى،وأكثر من الاستغفار؛ متذكرًا ذنوبك نادمًا عليها، وأكثر من الصلاة على النبي ﷺ ؛ متذكرًا فضله وحقَّه عليك .
| النَّجْدَيْنِ | 🌿 pinned «أجلّ ما ورد في حُسنِ الذكر، والذي هو الثابت الباقي إن فني ذكر المرء بين الناس وغاب أثره، ما رُوي عن النبي ﷺ: "إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش لهن دويٌّ كدويِّ النحل تُذكِّرُ بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال…»
إنما هو فرارٌ من قِلّةِ حيلتِك إلى أمانِ الدعاء، فرارٌ من قَدَرِ الأسبابِ إلى خزائنِ الوهاب الذي تُرجى عطاياهُ والأسبابُ معدومة، وقد قال ابن وهيب الحميري:
إذا سُدَّتِ الأسبابُ ألقيتُ حاجتي إلى قاضيَ الحاجاتِ غُرٌّ نوائلُه.*
"كلّ شيءٍ تتعاظمُه في صدرك من أُمنيات؛ عند الله خزائنه، خزائن العلم، الرزق، الفتوح والفهم! ما مِن شيء يمُر على ذهنك من أسباب تظنّ أنّ وقوعها مُحال فإنّها عند الله لا تزن شيئًا من عظمة مُلكِه وقدرته وكرمه؛ فاستمطر ما تُريد بالاستغفار والدعاء فإنّ الله سيُكرمك! *
"في القلبِ فقرٌ ذاتيّ، وفي الروح فراغٌ ملازمٌ لا مَحالة لها، وفي النفس انكسارٌ لا يزول عنها، ولا يداوي كل ذلك أيُّ شيءٍ من هذه الدنيا، ولا شفاء من ذلك إلا بالله وحده. يصير به القلب غنيًا، والروح مليئة، والنفس عزيزة، ولا شيء غير الله يَصنع الفرح والسُرور في القلب والروح والنّفس"
ما رأيت طاردًا للهم والكرب مثل : التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة .. (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله) . وهي الباقيات الصالحات . فهي خيرٌ أملا .. وخيرٌ مردّا .*
وتخصيص الليل بقنوتهم؛ لأن العبادة بالليل أعون على تمحض القلب لذكر الله، وأبعد عن مداخلة الرياء، وأدل على إيثار عبادة الله على حظ النفس من الراحة والنوم؛ فإن الليل أدعى إلى طلب الراحة، فإذا آثر المرء العبادة فيه استنار قلبه بحب التقرب إلى الله؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا﴾ [المزمل: 6]. ابن عاشور:23/346.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة! فإن في "الصحيح" عن رسول الله ﷺ: أنه قال: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده؛ غرست له بها نخلة في الجنة"
أيضًا من فضل الذكر اليسير:
- الحمدُ لله؛ تملأ الميزان.
-سبحان الله والحمد لله؛ تملآن ما بين السماء والأرض.
- لا حول ولا قوة إلاّ بالله؛ كنز من كنوز الجنة.
فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثوابُ الجزيل!