.
﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم﴾ [ فاطر: 2]
قرر "بيقين" بعد أن تأخذ بكل الأسباب الدنيوية، أن تفلت يدك وتثق وتتيقن في الرحمن الرحيم، مالك الخزائن، وتُحسن الظن في حكمته بتوزيعات الأرزاق، وتطيب نفسك بما يتختاره الله لك ويدبره لك..
قرر أن تفلت يدك عن فرط التفكير والتعلق بتلك الجامعة والدرجة العلمية التي يضطرب قلبك إذا فكرت في خسارتها ولم تلتحق بها!
أن تفلك يدك من فرط التفكير في تلك الزوجة/الزوج ذوي الخلق والدين والتي تتأزم نفسيتك عندما تفكر أن القسمة والنصيب معها/معه ليست لك..
أن تفلت يدك عن التعلق بتلك الوظيفة والدرجة المهنية التي تحلم بها، ثم يُرزق بها غيرك فيتحسر قلبك لأنك ترى أنك أولى بها..
أن تفلت يدك "متيقناً" بعدل وحكمة الرب الرحيم في توزيع الأرزاق، بعدها ستجد العجب من رفعة النفس وعزتها ونقاء وصفاء التوحيد في قلبك ويقينك أن ما كان لك لن يكون لغيرك والعكس، وأن المتصرف في الأمور هو: الله عز وجل!
ولعل ما يمنعك عن إفلات يدك هو أنك خائف، لطالماً كنت خائفاً من الفقدان والفقد.. ولعلك إذا جربت "بيقين" فتسكن نفسك وتطمئن: أن البشر ليس في أيديهم شيء، وإنما هم أسباب ليس إلا، والخالق تبارك وتعالى الذي أمرك بالتوحيد أمرك أيضاً بالأخذ بالأسباب (فأتبع سببا)، فخذ بها جميعاً ثم اكفر بها جميعاً وآمن بحكمة رب الأسباب، حينها تسكن نفسك وتطمئن إلى قوله تعالى:
- ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها = ما يفتحه "العزيز الحكيم" لك لن يمسكه أحد، مهما كان!
- وما يمسك فلا مرسل له من بعده = ما يمسكه "العزيز الحكيم"عنك لن يرسله أحد، مهما بلغ من قدر أو أوتي من قوة!
- وهو العزيز الحكيم = الله، نعم الرب ربنا!»»نافع | Nafe3
»»صوتيات نافع