عند سماعك للقرآن من أحد القُراء بصوته العذب،
تتسائل حينها أهذا هو ذات القرآن الذي اقرأ منه أنا!
أهذه هي نفس الآيات والمعاني!
أين عقلي وقلبي منها عندما أقرأ!
في الحقيقة، عندما نقرأ القرآن لا نستحضر ذاك الكم الهائل من التركيز والشعور كما نفعل أثناء قراءة الروايات ومشاهدة الأفلام والمسلسلات؛ بل أننا في النهاية لا نُدرك ما كان اسم السورة التي قرأنا منها.
نفقد التركيز أثناء القراءة، ونسبح بأفكارنا بعيداً عن الآيات ومعانيها، نفسر ونحلل أحداث الحياة، نخطط لمشاريع، نتذكّر مواقف قديمة قد طُمِرتْ وتلاشت آثارها، نشعر بالملل وننسى ما نتلو حينها.
وبسبب ذلك فإننا لا نقترب من المصحف كثيراً، مرةً في الاسبوع أو في الشهر، وربما في العام خلال أيام رمضان.
الحل البديل والأنسب لِمَنْ يُعاني من مشكلة فقدان التركيز والتدبُّر، هو الاستماع للقرآن بصوت قارئ له القدرة على استهداف العاطفة والتأثير على النفس.
كما أن لنا قائمة من الأشخاص المفضلين المشاهير كالممثلين، المغنيين، لاعبي كرة القدم، فلنضُم قارئ قرآن لتلك القائمة، لا بأس في ذلك ولا حرج ولا خسارة.
نستمع لبعض آياته لدقائق قليلة كل يوم قبل النوم، نتلذذ بصوته، نتدبّر الآيات ومعانيها، نستشعر عظمة الخالق، نُدرك ماهية الحياة، ونراجع أنفسنا بما قدّمنا.
ستشعر حينها من ذلك الصوت أنها المرة الأولى التي تسمع فيها تلك الآيات وما تحمله من عبر ومواعظ وإرشادات تتوغّل بداخلك، تلامس روحك، تُنعِش الضمير وتعود بك خطوات إلى الوراء من المضي نحو المستنقعات...!