🌼مقتطفات ولائية🌼

🍃🌸هروب🌸🍃

#للكاتبة_مهاجرة_الى_الله

#الحلقة_السادسة_عشر

واقتربت منها أكثر وحدثتها بهمس رحيم: ملاك حبيبتي، هل هناك من ضايقكِ؟ ما الذي يشغل بالكِ يا صغيرتي؟

فرفعت ملاك رأسها و وجهت نظرة ثاقبة إلى عينيّ أبله حياة وسألتها: أبلة حياة، سمعته يقول لها: ماما، ماما ما هو معنى ماما ؟
كان سؤال صادم بالنسبة إلى أبلة حياة، فبالرغم من معرفتها الكاملة لقصة ملاك وظروفها، إلا أنه لم يخطر على بالها يوماً أن يكون فقدان الذاكرة أنسى ملاك كلّ المصطلحات، أساساً لم يخطر على بال أحد كيف أصبحت تفكر، كيف تتذكر كلمات دون كلمات، ما هو حجم فقدانها للذاكرة؟ وهل ثمة أمل في أن تعود إليها الذاكرة يوماً، وإن عادت ما الذي يمكن أن تتذكره من عمرها القصير الذي قضّته مع عائلتها؟
أسئلة كثيرة تخاطرت تباعاً في رأس أبله حياة، في وسط ذهولها من هذا السؤال المؤلم والحسّاس، فما كان منها إلا أن أخذت ملاك في حضنها وضمتها إلى صدرها وهي تبكي بحرقة: ماما، أتسألين عن معنى ماما، آآآآه يا حبيبتي، الأم، وما أدراكِ ما الأم، رحمة الله تتجلى في ماما، حنان الله يتمثل من عالم الملكوت إلى عالم الملك في ماما، ماما يعني الحب والعطف والحنيّة والإخلاص، ماما يعني الوطن الحقيقي الذي يأخذكِ في حضنه فتشعرين بالراحة والأمان، ماما يعني صفاء القلب وطهر الروح، ماما هي الحياة ولا طعم للحياة بدونها"
فرفعت ملاك رأسها بعد أن أغرقتها أبله حياة بدموعها، ومسحت بكفها الناعم الصغير دموع الأبلة وقالت لها: أبله أنتِ تبكين، لا تبكِ
ثم واصلت: أبله، أين ماما؟ هل لي ماما كهذين الطفلين؟
فأخذتها أبله حياة في حضنها واحتضنتها بقوة: كفى يا حبيبتي كفى، لقد أوجعتِ قلبي، لا أتحمل أكثر، اعتبريني لكِ ماما وإن كان لا أحد يعوّض مكان الأم، لا أحد.
كان يوماً مؤلماً على أبله حياة، ومُحيراً لملاك، هذه الطفلة التي جرّها الزمان إلى بلاءات عظيمة أكبر منها بكثير، مشاهد تترا تتوالى عليها، لا تكاد تنتهي من مشهد قاسٍ حتى يأتي غيره، كلمات ومواقف أكبر من أن يستوعبها عقلها الصغير، وكلها مرّت عبر ذلك العقل الذي خزّنها في الذاكرة ، ولكن كلمة " ماما" لا تستطيع تجاوزها أو نسيانها، فهناك مغنطيس خفي يجذبها إليها يدفعها للبحث عنها، تشعر أنّ النقص الذي تعيشه يكمن وراء ذلك السر، ولكنها لا تدرك كنهه.
في المساء وحينما استلقى كلّ طفل على سريره بعد عناء يومٍ طويل، بقيت ملاك مفتوحة العينين تفكر، فاقترب منها حسين وهو يمشي على أطراف أصابعه ثم نادها بصوتٍ خافت: ملاك، ملاك، اسمعيني"
فاعتدلت ملاك وجلست متربعة على السرير في عتمة الليل وردت عليه بهمس: ماذا تريد؟ عُد إلى سريرك وإلا هجمت علينا سيدة الظلام السيدة حكيمة هههههه.

#مهاجرة_إلى_الله #بقلمي
~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~
🍃🌸مقتطفات ولائية 🌸🍃
@Mwelaaeya