تابع / مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ📚وقال ابنُ رَجَبٍ أيضًا : (أحاديثُ هذا البابِ نوعانِ :
● أحَدُهما : ما فيه أنَّ من أتى بالشَّهادتينِ دَخَل الجنَّةَ ولم يُحجَبْ عنها ، وهذا ظاهِرٌ ؛ فإنَّ النَّارَ لا يُخلَّدُ فيها أحدٌ مِن أهلِ التَّوحيدِ الخالِصِ ، بل يدخُلُ الجنَّةَ ولا يُحجَبُ عنها إذا طَهُرَ مِن ذُنوبِه بالنَّارِ ، وقد يعفو اللهُ عنه فيُدخِلُه الجنَّةَ بلا عِقابٍ...
● الثَّاني : ما فيه أنَّه يَحرُمُ على النَّارِ ، وهذا قد حَمَله بَعضُهم على الخُلودِ فيها ، أو على ما يُخلَّدُ فيها أهلُها ، وهي ما عدا الدَّركَ الأعلى ، فإنَّ الدَّركَ الأعلى يدخُلُه خلقٌ كَثيرٌ مِن عُصاةِ المُوَحِّدينَ بذُنوبِهم ، ثمَّ يَخرُجونَ بشَفاعةِ الشَّافِعينَ ، وبرَحمةِ أرحَمِ الرَّاحِمينَ... وقالت طائفةٌ مِنَ العُلَماءِ : المرادُ مِن هذه الأحاديثِ أنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ سبَبٌ لدُخولِ الجنَّةِ والنَّجاةِ مِنَ النَّارِ ، ومُقتَضٍ لذلك ، ولكِنَّ المقتَضي لا يَعمَلُ عَمَلَه إلَّا باستِجماعِ شُروطِه ، وانتِفاءِ موانِعِه ، فقد يتخَلَّفُ عنه مُقتضاه ؛ لفواتِ شَرْطٍ مِن شُروطِه ، أو لوُجودِ مانعٍ ، وهذا قَولُ الحسَنِ ووَهبِ بنِ مُنَبِّهٍ ، وهو الأظهَرُ) .📘وقال ابنُ رجَبٍ أيضًا : (هذه الكَلِمةُ إذا صدَقَت طَهَّرت القَلبَ مِن كُلِّ ما سوى اللهِ ، ومتى بَقِيَ في القَلبِ أثَرٌ سوى اللهِ فمن قِلَّةِ الصِّدقِ في قَولِها ؛ مَن صَدَق في قَولِ لا إلهَ إلَّا اللهُ لم يُحِبَّ سِواه ، ولم يَرْجُ سِواه ، ولم يَخْشَ أحدًا إلَّا اللهَ ، ولم يتوكَّلْ إلَّا على اللهِ ، ولم يَبْقَ له بقيَّةٌ مِن آثارِ نَفْسِه وهَواه ، ومع هذا فلا تظُنُّوا أنَّ المحِبَّ مطالَبٌ بالعِصمةِ ، وإنَّما هو مطالَبٌ كُلَّما زَلَّ أن يتلافى تلك الوَصْمةَ).
#يتبع📚#الموسوعـة_الـعـقـدية📚https://dorar.net/aqeeda/317