مسألة
في المُرابَطة بالثغور أفضل أم المجاورة بمكة شرفها الله تعالى؟
-الجواب
الحمد لله . المرابطة في ثغور المسلمين -وهو المقام فيها بنية الجهاد- أفضل من المجاورة في الحرمين باتفاق أئمة المسلمين أهل المذاهب الأربعة وغيرهم .
وليست هذه المسألة من المشكلات عند من يعرف دين الإسلام; ولكن لكثرة ظهور البدع في العبادات وفساد النيات في الأعمال الشرعيات صار يخفى مثل هذه المسألة على كثير من الناس ، حتى صاروا يعظمون الأماكن التي كان المسلمون يعظمونها لكونها ثغورا ظانين أن تعظيمها لأمور مبتدعة في دين الإسلام ، فاستبدلوا بشريعة الإسلام بدعا ما أنزل الله بها من سلطان . فإنه يوجد في كلام السلف وحكاياتهم في ذكر غزة وعسقلان والإسكندرية وجبل لبنان وعكة وقزوين ، ومن أمثال ذلك ، ومن وجود الصالحين بها ما يوجب شرف هذه البقاع وإنما كان ذلك لكونها كانت ثغور المسلمين ، فكان صالحو المسلمين يتناوبونها لأجل المرابطة بها ، لا لأجل الاعتزال عن الناس.
📚[جامع المسائل: 5/ 339]
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله