انا خائف، اتسائل كيف سأتعامل مع النهاية السعيدة ماذا افعل؟، حين يأتي اليوم الذي اكون به سعيداً، ماذا سأفعل؟. انا الذي اعتدتُ الخذلان المستمر لا اعرف كيف يكون العيش بأمانٍ و سعادةٌ هائلة هذهِ الفكرة تُخيفني هل أبكي حينها؟ ام اضحك هل أصرخ او أنهار كيف ستكوّن تلكَ اللحضة و لماذا هكذا؟ كيف يصبح الأنسان خائف من السعادة اكثر من هذا الكم الكبير من الحزن.
احياناً تبكي قليلاً من دونِ وعي كأنما هنالك شيء ما يُعصرَ عيناكَ وليس بأمكانكَ السيطرة عليه، احياناً تُصابُ بحزنٍ هائل و لا يُطاق، حزنٌ مُستمر الى الأبدِ يُعذب داخلكَ، احياناً تّقوّل "احياناً" و لا يهوّن عليكَ القوّل دائماً، احياناً تموّت من فرطِ الألم و الضياع و الحنين تموّت من دونِ ان تشعر مثلي انا.
وحيدًا للغاية لا احد يضغط على جرسِ منزلي حتى و ان كان بالخطأ حذائي الذي انزعهُ امام الباب الامامي يبقى ايامً عديدة عند الباب الكرسي الذي جلستَ عليهُ قبل اسبوعين ما زال في الحديقةِ لم يتحركَ ابدًا يا إِللهي.. اي شيءٍ حتى لو بعض الهواء يجعل هذا الكرسي يتحرك من مكانهِ.
تائه آنا، جميع اللافتات التي كآنت على طريقي كآنت تؤدي الى آلهاوية. تآئه آنا، آقف بين احلامي المقتولة ابحث عني، تآئه وابحث عن شيء يدلني عن روحي، حتى أنتِ التي كنت اضنك دليلي وجدتك بين اللافتات تشيري بأصبعك الى طريق آلهاوية.
الان فكرت ان آبكي فكرت ان اخرج هذا الحزن المخيم داخل عيني لكن عينآي رفضت البكاء، رفضت ان تعطي هذا العآلم اللعين شرف دموعها وانـا انا كآنت هذه مصيبتي الكبيرة دموعي التي اختزنها بآتت تشعل النآر بـ آم عيني.
كنت أعلم بأنكِ سوف تتركينني وحيداً وحيداً بهذا الشكل الهائل تتركينني بعد ان أفلتَ ايادي الجميع بعد ان ابيعَ كل شيء كنت أعلم بأنكِ في نهايةِ القصة ستكونين مع رجلٍ اخر غيري و سأكون انا هُنا لوحدي من دوّن كل الذين أحبوّني كنتُ أعلم بأن نهايتي ستكون بسببكِ انتِ بسبب كوّنكِ لم تنظري لي و كأنني سعادتكِ الأبدية في الوقتِ الذي كنتُ آراكِ أبديتي كنتُ أعلم يُعذبني كوّني كنتُ أعلم و بقيتَ متمسكً بكِ بهذا الشكل القاتل.
عندما يضيقُ بكَ الكون كما لو أنهُ علبة أعواد ثقاب، تُدرك بأنَّ ما مِنْ شيء قادِر على إنتشالك من هذا الخناق، وبأنَّ كُلَّ شيءٍ بهذه الحياة لا يستحق منكِ هذا السعي.
لم أنتحل شخصية الشيطان يومًا، ولم يُسبق لي ان كنت رجل عصابة، ولا قاتل مأجور، كما أنني لست ذاك الرجل البسيط الذي يأخذ الحياة بجد ويُستعبد، لا أُحب الأوامر والقوانين، انا أحبُ الحرية المطلقة، أكره الأنظمة، اكره العادات والتقاليد، اكره الطقوس المبنية على عقيدة قديمةٌ جدًا، افعل كل شيء بدون خطة مسبقة، انا فقط اتبع الأسباب ولا اُبالي بما سيحدث، كل ما يحدث اتعامل معه بكل بساطة وعندما أستخدم عقلي اعطي الأولوية لي وليذهب العالم الى الجحيم.
أن تكونَ رجلاً وفيّاً في مدينةٍ طاعنةٍ في الخيانة، أنْ تزرع بدروبهم الورود وتحصد أشواكها، وأنْ تحبهم من أعماق قلبك فيقابلون حُبّكَ بالغدر، تعيش لأجلهم وهم يعيشون لأجل غيرك، شعورٌ يُمزقك من الداخل. من وهبتهم حياتك يسرقون ضحكاتك وأفراحك مِنْ ثمَّ يرحلون دون إصدار صوت ومن دون سبب مُتذرعين ببرودك واضعين البُعد حُجة، ليس عليك أنْ تعاتبهم بل أرميهم رمي القُمامة واعتبرهم أخطاءً ماضية ولن تتكرر، فهم لا يستحقونك ولا يستحقون مشاعرك فلا تهدر طاقتك معهم.
اظن ان هناك لدى اي شخص يكتب.. نصوص لا يكتبها ابدًا، فما نعرفه عن كافكا او نيتشه لا يخبرنا بالضبط ما كانت كل افكاره، هناك اشياء لا نبوح بها حتی بيننا و بين انفسنا لكي نحافظ عليها، لطالما ماتت الاشياء التي نكتب عنها و نقتلها بالكتابة.
"رغم كل هذه الخدوش الداخلية فيك، مازلت تضحك وتُضحِك، تُواسي وتسأل وتهتم، تصنع الكثير والكثير لأجلهم مراعيًا لمشاعر الجميع حولك، حذِرًا طيلة الوقت بأن لا ينتبه أحدهم لحقيقة ما يجري بداخلك، هل مازلت تظن بأنَّك مجرد إنسـان عادي؟!
أعلم أنكَ تائه و أن الأيام السيئة والأشخاص السيئين قد جعلوك تتألم كثيراً، لم تعد تمتلك رغبة بالأستمرار، أعلم أنكَ مشتت حزين طوال الوقت، صامت تماماً من الخارج، و بداخلك حروب العالم، لكن لا تخاف... أنا معك حتى و إن تخلى الجميع عنك و رحلوا و تركوك، أنا هنا أكتبُ من أجلك.
حول قلبي تلتف خيوط الذكريآت وآتمسك بحبل الحزن وكلمآ آنزلقت تسقط مني جثة منذ عشرون خيبة ولم تنتهي مقبرتي وفي النهآية، اكتشف بأني رماد يتناثر حول الآرصفة المتعبة.
شكرًا للعتمة و الليل المفرط، شكرًا لأنطفاء الكهرباء وانتهاء الشموّع شكرًا لأصدقائي لأنهم تركوني وحيدًا و لـ حبيبتي التي لا املكها شكرًا لكل شيء يجعلني اموّت لوحدي من دونِ ان يسمع العالم بخبرِ موّتي و دون ان يراني احدًا و لا ان يُمس كبريائي.
لن نتفق.. انتِ لا يُلفتكِ الحريق بصدري و انا يُثير انتباهي خدشٌ صغير في يدكِ، لن نتفق.. انتِ يُزعجكِ تلخبطٌ صغير، صغير للغاية في سريركِ، و انا.. انا فوضى عارمة انتِ بيدين باردة و انا احملُ مدينةٌ محترقة بين يدي.
ما زلتُ أنظر للسماء بنفس الطريقة التي كنتُ أنظر بها في طفولتي.. بنفس لمعة عينيّ، واتساع حدقتها، بنفس الفضول، والانبهار، بنفس ترديدي للدعوات، بنفس اعتقادي كل مرة بأن السماء أصل الصفاء، وأنها تهب جزءًا من صفائها في قلب كل من يتأمل فيها!