- أشعُر بالفزع..وأشعُر برغبة عارمة بمغادرة قنوات الأخبار، فخافقي المُتعب لم يعد قادرًا على احتمال رؤية هذا الكم من الأهوال، فهل تراني أخذلهم عندما أدير عيني عن رؤية مآسيهم؟
اللهُمَّ إن هذهِ طاقتي، وهذهِ قدرتي، وإني برئت من حولي وقوتي وأفرُّ وألوذ وأعتصم بحولك وقوتك.. فلا تؤاخذني بعجزي، وقلة صبري، وهشاشة قلبي، يا رب!🤎
- إلى الذين اختاروا الصمت يوم كان الصوت حقًا إلى من مالوا مع الظلم يوم كان الثبات موقفًا أنتم كنتم حاضرين لكن غائبين رأيتم الحق وابتعدتم يوم كنا نحن نُظلم ونُهجر من بيوتنا نواجه الألم والوحدة والخوف كنتم في أماكنكم آمنين مطمئنين لم تذوقوا مرارة القهر ولا حرقة الفقد كنتم تراقبون بصمت بينما كنا نحن ندفع الثمن ثمن صمودنا ووقوفنا مع الحق واليوم حين انتصر الحق وأشرقت شمسه بعد ظلام طويل عدتم بابتسامة لا ندري أهي حب أم ندم نحن لا نحمل لكم حقدًا لكننا نحمل في قلوبنا درسًا : الحق لا يخذل أصحابه ومن يتردد في نصرة المظلوم سيبقى في ظلال الشك حتى يوقن أن العدل وحده من ينتصر كنتم بعيدين عن الألم لكنكم أيضًا بعيدون عن شرف الوقوف مع الحقيقة واليوم التاريخ يحفظ كل المواقف ولن ينسى من كان معنا ومن اختار نفسه ✨.
وبِكل مشاعر الفخر والدموع التي امتزجت بالفرح نبارك لكم انتهاء حرب الـ 13 عامًا التي أطفأت ضوء الحياة ، لكنها لم تطفئ في قلوبنا شعلة الأمل اليوم نُعلن انتصار الحق ، انتصار الصبر الذي قاوم الظلم رغم وطأته ، وانتصار أحرار خرجوا من ظلام المعتقلات ليُضيئوا وطنًا كاد يختنق إنها لحظة كتبها التاريخ بمداد من دموع الأمهات، وبصبر الأحرار الذين صمدوا في السجون ، وبأرواح الشهداء الذين رسموا لنا طريق الخلاص اليوم يعود المعتقلون مرفوعي الرأس إلى أرضهم التي اشتاقت لهم ، ويعود الوطن ليحتضن أبناءه بعد غياب مرير نبارك لكم هذا النصر العظيم الذي جاء بعد سنوات من الصبر والتضحيات ليُعيد لنا ما سُلب : الحرية الكرامة، والوطن اليوم نُقسم أن التضحيات لن تذهب هباءً، وأن أصوات الأبطال ستظل شاهدة على أن الحرية تُولد من رحم المعاناة المجد لمن صبر الحرية لمن قاوم والخلود لمن ضحّى بروحه ليعيش الوطن. هذا اليوم ليس مجرد نهاية حرب، بل بداية لحياة نستحقها ، وعهد جديد نُعيد فيه بناء ما هدمته سنوات الظلم والقهر وللشهداء الذين رحلوا في سبيل هذا اليوم...!
نقول : لن ننساكم أبدًا، فأنتم أحياء في قلوبنا وذكراكم منارة أبدية لطريق الحرية 🥀💚.
- دخلتُ في خصامٍ باهت مع صديق لي من أجل أتفه سبب في العالم، وكل الأسباب التي تؤدي إلى القطيعة الإنسانية تافهة بالعموم، في ليلة طويلة نمت وحرارتي مرتفعةٌ جدًا بسبب تسمم معوي وكنت وحيدًا بعيدًا عن داري وأيدي أهلي أكثر من 5 آلاف وصفها بجهنم، خلدت إلى النوم وأنا أهذي لأول مرة بحياتي، إذ أنني كنت أعرف أنني لست نائمًا ولست صاحياً إلا أنني أسمع نفسي أقول جُملاً لا أعرف سببها وهو ما يسمى بالهذيان، رأيت هذا الصديق بمنامي يناولني منشفة مُبللة ويضعها على جبيني، قمت من نومي وأنا صاحٍ صحيح، معافى بقوة 40 حصانًا، اتصلت لأكلمه من غربتي، فجاء صوت أخيه ليقول لي: فلانٌ أعطاك عمره البارحة، قلت له بلى أعطاني عمره، وبكيت، بكيت حتى ملأت الغرفة والحارة والشوارع دمعًا حارقًا لا أنساه، هذا الموقف كان نقطة تحول مدهشة حملت بقية أيامي على كفها، لم أخاصم أحدًا بعدها، أسامح حتى أعدائي ولا أقف على باب شتائم ولا سباب، فالعمر أقصر وأتفه من أن نمضي مُتخاصمين!