أما الآن وقد سمعت كل هذا ، وعرفت أنك ستحملين يوماً على الأكتاف إلى قبرك ، وأن الناس الذين تتعاملين معهم اليوم ،
هم شُهداء الله في الأرض ، فأصلحي شهودك!
كوني ابنة بارة ، حتى إذا من قال أبواك : اللهم ارحم بنتا جبرت خواطرنا ، وأحسنت معاملتنا.
كانت تغض صوتها ، وتنتقي كلامها وتسابق جميع أخواتها في رضانا!
كوني زوجةً مُحبَّة ، حتى إذا من قال زوجك :
اللهم ارحم زوجة أحبتني كروحها ، صانت عرضي ، وأنارت بيتي ، عطفت على أولادي ، واحترمت أهلي.
اللهم إنها كانت صابرة في الضراء ، شاكرة في السراء ، فاجعل قبرها روضةً من رياض الجنّة!
كوني أُماً رؤوماً ، حتى إذا مت قال أولادك : اللهم ارحم أماً حنوناً ، وقلباً عطوفاً ، أفنت عمرها في سبيلنا ،
وقدمتنا على نفسها ، أمرتنا بالصلاة ، ولاحقتنا على الصيام ، وحفظتنا القرآن ، اللهم إنها لم تُميِّز بيننا ولم توغر صدورنا على بعض.
وتركتنا بعدها إخوة متحابين فاللهم أكرم نزلها ، وأنر قبرها!
كوني أُختاً طيبة ، حتى إذا من قال إخوتك : اللهم إنها كانت شقيقة الروح وقطعة القلب ،
وصلتنا حين قطعناها ،
وأعطتنا حين منعناها ، ما سمعنا منها إلا خيراً ، وما رأينا منها إلا خيراً ، فاللهم اجعل قبرها روضةً من رياض الجنة!