أصلحي شهودك أنت أيضاً صحابية!
تخيلي معي هذا المشهد ، وعيشيه بقلبك وروحك جالسة أنت مع النبي صل الله عليه وسلم تكحلين عينيك برؤية وجهه ،
تفتحين قلبك على مصراعيه لتسمعي حديثه ،
فالحبيب يُسمع بالقلب لا بالأذن.
وتمر جنازة فيثني الصحابة عليها خيراً ، لربما تسمعينهم يقولون :
كان هذا الميت صديقاً وفياً ، وزوجاً مُحبّاً
وابناً بارا ، وجاراً كريماً.
كان يتصدَّقُ على المساكين ، ويسد دين المدينين.كانَ يجبر الخواطر ، ويربتُ على الأكتاف ، كثيراً ما مسح دمعة حزين ومد يد المساعدة لمتعثر.
كان صديقاً للمصحف ، ومشّاء إلى المساجد!
فقال النبي صل الله عليه وسلم : وجبت!
ومضى وقتٌ قصير ومرَّت جنازة أخرى فأثنى الصحابة عليها شرّاً!
لربما تسمعينهم يقولون :كان هذا الميت صديقاً غادرا ، وزوجاً قاسياً وابناً ، عاقاً ، وجاراً لا يُؤتمن.
لم يتصدق يوماً على مسكين كان يكسر الخواطر بأفعاله ، ويجرح الكرامات بأقواله ، فقال النبي : وجبت.
كان هاجرا للقرآن ، ولا تعرف قدماه طريق المسجد.
فسأله الصحابة ما وجبت يا رسول الله؟
فقال: من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ،
ومن أثنيتم عليه شرّاً وجبت له النار.
أنتم شهداء الله في الأرض.