أيها الناس لا تأخذكم الخلافات والزوابع إلى مستنقع الحيرة والضياع .. اجعلوا بوصلة الخير دليلكم في كل منعطف وطريق.
الفنون والرفاهية .. الترف والحرية غريزة إنسانية وطبيعة بشرية .. نأخذ منها ما يجدد عزمنا، ويقوي نفوسنا، ويهذب أرواحنا .. نستأنس بها ونحن نواجه واقعًا مريرًا ووحشة مخيفة.
في طريق الفن والذوق الرفيع نتعاهد ألا نخدش جلال الحياء، ولا نهدم جدار العفاف .. وألا نُغلِّب معصية على طاعة، ولا رذيلة على فضيلة .. وأن نصون الشرف والكرامة، والسمعة والمكانة .. نصون العمر مما ينجس طهارته، ويُدنس نقاوته.
لا يتقاطع الفن مع الدين، ولا يتعارض الجمال مع الأخلاق؛ لكننا بحاجة إلى وزن دقيق وميزان وثيق لكل ما نأخذه وما نتركه .. فلا تقتير ولا إسراف .. ولا تهويل ولا تهوين.
والذي يدرك ضبط مقاديره من حظوظ الفن والمتعة، مع قدرة روحية على حفظ ثوابت الدين والأخلاق فقد وهبه الله بصيرة وحكمة، ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيرًا كثيرا.
د. نعمان شعلان