إلى الأسماء المنسية والرسائل المؤجلة.. والأوراق الضائعة من الكتب.. إلى كل الأشياء المفقودة..
التي غادرت بطريقة هادئة ومن بعدها! غدا البحث عنها.. فكرة مؤلمة! بل حتى أصبح ندمًا!
_"هل هناك عودة؟!"
=حتى يجيبك الوقت! قائلاً.. فات الأوان لعودة الأشياء! أشحت عنها، نسيتها لوهلة، وابتعدت! جزءٌ من العواقب أن تترصدك "الحسرة" كعقابٍ فيما استهنت. حتى أفقت ولكن بعد ماذا!؟ بعد وقتٍ مرّ ولن يعد.
والآن.. أين نجد ما ضاع وهل للحسرة وقتٌ ينتهي فيه كما انتهى الذي مضى!؟
عزيزي "ديسمبر" المحطة الأخيرة لهذا العام، كما تعلم أنني أميل للنهايات وأنني أحب أن أرَ على صعيدها شريط البداية كيف كان وبماذا انتهى! أخبرك الآن أنني لم أعد أستبق الأحداث؛ فعلى سبيل المثال كنت قبل قراءة أي كتاب، وِجبَ علي قراءة النهاية أولاً ولا بدّ من إلقاء نظرة؛ ليتسنى لي الاختيار أن أبدأ في قراءة هذا الكتاب أم لا! وكنت أطبق هذا المبدأ في الكثير من الأشياء... أستبق في الأحداث والكلام وحتى الأشخاص! أخبرك الآن أنني أصبحت أنتظر النهاية؛ تاركةً لي مُرّ انتظارها وتشويقها، حرية الاحتفاظ بها أو حرقها! دون سبقِ إصرارٍ مني أو ترصد لها.
يبدأ الأمر في الكتابة.. بتفريغ شعورٍ ما! ربما بفضفضة، إعترافٍ، أو حتى خيبةٍ وحسرةٍ! ثم بعدها تتوالى عليك جميع المشاعر التي سمعت طرقك الخافت.. لتأتيك جميعها تقول لك ..
أنت اليوم.. غيّر الذي كان البارحة، غيّر هيئة ومشاعر وأفكار العام الماضٍ والأعوام الفائتة.. أنت اليوم.. صنيّعة مواقف وتجارب وقصص حدثت معك أو صنعتها بقرارتك الأقل إدراكًا سابقًا.. لتعرف أو لتصل إلى الآن واليوم!
أنك حصيلة لا تكفّ عن التغير أو التعلم.. وأن ما زادك ألمًا أو خيبة أو حتى صدمة ماضيًا.. علمك حاضرًا أن كل شيء قابل لتغيير ولا مجال للوقوف طويلاً على ندبات الماضي.
لأن الحياة بمثابة " القطار" لا يعرف التوقف على سكك أوجاعك أو ألمك عليك دومًا التحرك والتغير بمقدار ما تعلمت وعرفت.
وأن حقيقة إدراكنا تُبهت رؤيتنا للأشياء بقدر ما أضاءت معرفتنا!"
واليوم أعود أنا! بهيئة غير التي كنت عليها.. غير الذي اعتادها البعض، أعودُ وأنا.. أدرك، أتفهم أكثر أُقدر، أنّ من جاءني بخطوة ذهبت له بخطوة.. تغيرت الأماكن، الرُّتب، وحتى أنا.