لا تقولوا: غزة باتت وحيدة !!
فالقول في ذاته جحودٌ لنعمة الله عليها.
فلا واللهِ ليست وحيدةً أبداً، فغزة كانت ولازالت معها الله في شأنها كلّه.
ومن كان الله معه فمن عليه ؟!
إنّ من جميل فضل الله علينا أنْ اعتصمنا بالله وحده في بداية أمرنا وفي منتهاه، فتحملنا لأجل ذلك ما تنوء بحمله الجبال !!
ولك أن تتصور طليعةً من أمتنا في بقعة صغيرة محاصرة منذ 16 عاماً من الجو والبر والبحر؛ وتواجه حرباً عالميةً بكل ما يحمله المصطلح من دلالة حقيقية لها أكثر من 14 شهراً، ولازالت رغم الخذلان الكبير، تنافح وتكافح ولم تلن لها قناة، ولم تنكسر لها عزيمة؛ وتلك واللهِ دلائل معية الله -سبحانه- لأوليائه، وعلامات تأييده لهم.
كأنّ الله -تعالى- يصنع هذا الجيل على عينه فلا تتدخل يدٌ بشرية في تربيته، ولا في جهاده، ولا في نصره بعد ذلك؛ فيكون الأمر من قبل ومن بعد لله وحده.
إياكم أن تنسيكم الحوادث هذه المعاني الإيمانية المهمة؛ فالمعركة معركة إيمان ويد الله من تصرفها.
بدأت بغزة مرحلة إساءة وجه هذا الكيان، ومعها ستنتهي آمال وجودهم، فاصرف عنك غارات اليأس، فالنصر من عند الله وحده، وما المكر الكبير الذي يمارس عليك؛ إلا لأنك كبير عظيم؛ فلا تسمح لهم أن يهزوك فتلك غايتهم؛ وأنت بالله كثير بل وكثير جداً، فلا تحزن إنَّ الله معنا. "لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
د.نائل بن غازي