مقدمة نشرة الثامنة والنصف الرئيسة ليوم الخميس 26-05-1446هـ 28-11-2024م
من نافذته الأسبوعية، أطل السيد القائد بفصل الخطاب، مهنئاً لحزب الله نصره التاريخي، مشدداً على ضرورة البناء على ما حققته الجبهة اللبنانية، مستنهضا هممَ الأمة لحمل المسؤولية والتوجهِ للتصعيد أكثر إذ "لا عذرَ للجميع أمام الله" وحيالَ غزة، والمسؤوليةُ أكبرُ على الجبهتين العراقية واليمنية في مواصلة الاسناد وتجاوز حملات الضغوط، حيث يسعى الأمريكي جاهداً، بعد أن عطّلَ "الشرعيةَ الدولية" ومشاريعَ قرارات مجلس الأمن وأبطلَ مفاعيلَ القرار "المتأخر" لمحكمة الجنائية الدولية، إلى محاولةِ فصلِ الساحات، ضغطاً على العراق وتهديداً بغيةَ إضعافِ "جبهةٍ قوية ومهمة يخشاها العدو الإسرائيلي بما تملك من مقومات تساعدُها على أن تكون أكثرَ فاعلية، يقول سيدُ القول والفعل".
وأما جبهةُ اليمن وما أدراك ما يمنُ الإيمان، فقد جربوا كلَّ الضغوط وفشلوا بنجاحِ اليمن في فرض سيطرته على البحرين الأحمر والعربي، ومنع ملاحة العدو الإسرائيلي بالكامل من العبور، ولولا الجسرُ العربي لكانت الكلفة أكبر، على ان الكلفةَ كانت كثيرة، وحجمَ التأثيرِ كبيراً، تصفيراً لملاحة العدو وتعطيلاً لموانئه، وتهشيماً لصورة ردع أقوى قوتين بحريتين في العالم، إذ لم تجنِ أمريكا وبريطانيا من إسنادهما لـ "إسرائيل" وعدوانهما على اليمن، سوى الخيبةَ والفشل والأمرُ واضح وبات حديث الإعلام ومراكز الأبحاث الامريكية والغربية، الجميعُ يقر بنتائج عكسية للتحالفات البحرية، والحملات الجوية والضربات البحرية لقرابة عام، وفي المحصلة قويت اليمن ولم تضعف أو تضعف قدراتها، بل انقلب السحر على الساحر، وضَعُفَ الطالب والمطلوب، وتحول الرادعُ مردوعا، ونجحت اليمن بفضل الله في تحويل معادلات الصراع، حين أخرجت بالنار والرعب حاملات الطائرات لأول مرة في تاريخها خارج حلبة ومسرح العمليات، وبات العدو الصهيوني على الضفة المقابلة للبحر، يقلب كفيه يائيساً من الحماية الغربية ومن العبور، أما اليمن فيعبر من عام إلى عام بعزيمة أقوى، وبأس أشد، وبإرادة لا تكسرها ضغوط . وفيما يفتش الأمريكي ولايزال يبحث في الارشيف عن إجراءات سبقَ استخدامها، ويفتش كومة خردته البالية والمجربة عله يجد شيئاً يضغط به أو يكسر به إرادةَ اليمن الحكمة والإيمان، فإن يمن الإيمان والحكمة بعد أن طوى عاماً من الاسناد يعبر نحو آخر بجهوزية أعلى متوثباً ومتوعداً بالأقوى والأعظم، وهذه ذكرى الثلاثين من نوفمبر تُذكرنا أنّا طوينا عقودا من احتلال إمبراطورية قيل إن الشمس لم تكن تغيب عنها، فهلُم يا شعبنا إلى الساحات يحشدنا إليها الإحساس بالمسؤولية والإدراك الواعي لحقيقة، أن انتصار جزء من أرضنا العربية يشكل فضاءً لنصر آخر وأن فقدان جزء منه قد يؤدي لفقدان آخر وحتى يبقى شعبنا ثابت على موقفه وفعله وهتافه دائم لفلسطين لمجاهديها البواسل والأعزاء.. لستم وحدكم.. ومعكم حتى النصر.