رسالة مؤثرة تُحيي الأمل في الزواج والأسرة
أيها الكرام جاءتني رسالة من إحدى الأخوات فأحببت أن أشارككم إياها لفائدتها. مناسبة الرسالة هي أن الأخت كانت أرسلت لي من سنوات تسألني عن شاب أعرفه تقدم لخطبتها. فذكرت لها ما أعرفه عن هذا الشاب الذي لم أر منه إلا خيرا. فأرسلت لي مؤخرا تشكرني على تشجيعي إليها على قبوله زوجاً. استأذنت الأخت أن أرسل رسالتها لزوجها ليطيب خاطره بها فأذنت.
واستأذنتهما كذلك أن أنشر الرسالة علبى العلن مع إخفاء الأسماء حفاظا على الخصوصية فأذنا.
طيب لماذا أشارككم الرسالة.؟ لأكثر من سبب:
1. أننا في حاجة ماسة إلى إشاعة النماذج الطيبة في مجتمعاتنا المسلمة. فالذي يطفو على السطح هو المشاكل الأسرية والنزاعات بين الزوجين. ويتم تسليط الضوء الإعلامي على هذه النماذج. والنتيجة: نفورُ كثير من الشباب والفتيات عن مبدأ الزواج، وتقبيحُ مؤسسة الأسرة في أعينهم. وتأتي السينما والمسلسلات ومواقع النت لتسلط الضوء على هذه النماذج. بينما هل ترى في المقابل حديثاً عن أسرة مستقرة متوادة متراحمة وأزواج متحابين؟ قليلاً جداً ما نسمع عنهم، مع أن هذه الأسر موجودة.
2. ثاني سبب لمشاركتكم هذه الرسالة هو ليعرف الفتيات ما صفات الزوج المناسب الذي يحقق لها السعادة والطمأنينة بالفعل، ويكرمها ويصونها..في هذا العالم الذي طغت عليه الماديات والمقارنات بالدرهم والدينار. الصفات التي ذكرتها الأخت في زوجها صفات رائعة، زادتني له محبة وتقديراً. فأحب لشبابنا أيضاً أن يتحلوا بها.
3. ثالثا سبب لقراءة رسالة الأخت هو أني سعيد بها، سعيد ان أكرمني الله بأن أكون سبباً لبناء أسرة مسلمة بالصفات التي ستسمعونها. وأسأل الله لأبنائنا وبناتنا وأُسر المسلمين أن تحفها المودة والرحمة والسكينة.
لهذه الأسباب سأقرأ لكم رسالة الأخت:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
بسم الله هي بداية كل خير.. بسم الله الرحمن الرحيم هي أمانٌ وبشارة.
حياك الله دكتور إياد.
هذه رسالة أكتبها بعد مرور سنوات من استشارتي إياك وتزكيتك لزوجي "فلان"، وقولِك أنك تتحمل تبعات تزكيتك فيه ولا تزكي على الله أحدًا.
من باب من لم يشكر الناس لا يشكر الله، ومن باب رد الفضل إلى أهله فهذه رسالة شكر وتحديث بالنعمة، فكما طلبتُ منك استشارة مترددةٍ متخوفة؛ أردت أن تكون هذه رسالة شكر وطَمْأنة -وإن تأخرت-.
فإني أشهد الله أني ما رأيت من "فلان"-يعني زوجِها إلا خيرًا، وكنت قبل سؤالي إياك عنه صليت ركعتي استخارةٍ ولجوءٍ لله بأن يبلغني الله مرادي مما أردتُ معرفته عنه من صفاتٍ فيه، ولم أكن أعلم كيف لأحدٍ أن يخبرني بها! فإذا بالجواب منك يكون نفسُه ما أردتُ أن أسأل عنه تفصيلًا وردًا على كل ما في نفسي.
فأسأل الله أن يكتب لك تبعات تزكيتك تلك، فما رأيت من زوجي إلا الخير والحياء والمروءة والحفظ والرفق والخلق العالي. يساندني في كلّ خطوة أخطوها للخير، جبلاً شامخًا أستظل به، وأستند عليه، لا يُحقرني، ولا يظلمني، ولا يشتمني؛ إن رأى خيرًا أَكْبَرَه، وإن رأى خطأً صححه، وإن رأى زلةً تغافل عنها. حسنُ المعشر طيب اللسان، والأمر الأهم والمركزي أني أحسبه وقافًا عند كتاب الله. وكما ذكرتَ لي تمامًا حين استشرتك: "أنك فيما تحسبه إذا تزوج فتاةً فإنه سيتقي الله فيها على كل الأحوال، وليس رجلًا يخادع نفسه ليبرر لنفسه ظلمًا أو تقصيرًا"
رأيتُه زوجًا رفيقًا معينًا على كل أبواب الخير والتزود من البرامج العلمية، وواسع الصدر سريع الصفح، وأبًا حنونًا حازمًا فيما أحسبه، والنبي ﷺ جعل محل الخيرية فيمن كان خير الناس لأهله، وأشهد الله أن زوجي خير الناس لأهله.
وإني أسعى في التحديث بنعمة الله علي في زوجي، والفخر بطاعتي لأمره، واحترامِه، واستئذانه في كل أموري"
بالمناسبة، زوجها أخبرني أنها استأذنته أن ترسل لي شكراً على أن كنت سببا في زواجهما. هو ما كان يعرف أنها ستثني عليه بهذا الشكل. لكن محل الشاهد أن هذه الأخت الكريمة تستأذن زوجها في مراسلة رجل أجنبي عنها حتى وإن كان داعية. وهذا أمر طيب، وهو الأصل.
نتابع رسالة الأخت:
وإني أسعى في التحديث بنعمة الله علي في زوجي، والفخر بطاعتي لأمره، واحترامِه، واستئذانه في كل أموري. وأقول أمام كثير من صديقاتي أن الله أكرمني بأعظم نعمة بعد الإسلام وهي نعمة زوجي المعين لي على طاعة الله. وقد كنت أشعر قبله بغربة في الدين شديدة وكنت أدعوا الله دائمًا (أن يرزقني الله برجلٍ يحب الله ورسوله بصدق ويحبه الله ورسولُه) وأحسب أن الله قد آتاني سؤلي، وأدعوه سبحانه وبحمده أن يديم ولاية زوجي عليّ إلى أن يجمعنا سبحانه في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.. وأن يَدخل زوجي في دعاء النبي ﷺ "اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئًا فرفق بهم فارفق به".