بالمناسبة. كان أبي ألبانيا حتى النخاع (على مذهب الألباني)، ويأخذ ب90% من شذوذاته الفقهية والحديثية، وكان إذا تعارض عنده قول أي شخص في الكوكب مع قول الألباني أخذ بقول الألباني، فإن لم يجد سأله تلاميذه كالحلبي اتصالا، وكان قد سافر إلى الأردن مرة ليلتقي به ويسأله، رحمهم الله جميعا. فكنت في صغري تربيت على كثير من فتاويه حتى أني إلى اليوم لا أصور صورة تقريبا إلا مرة في سنتين مثلا (هذه ليست فتوى شاذة، لضرب المثل فقط)، وليس لي صورة في فترة المراهقة تقريبا إلا للمستندات، والتراويح 11 ركعة، والنزول على اليدين، والعجن، وترك الصيام يوم السبت مطلقا إلا في رمضان، وغير ذلك. وكنا تربينا على الشرب جلوسا وجوبا في كل الظروف كنا لا نشرب إلا جلوسا اتباعا لقول الألباني، حتى في الطرقات والشوارع، وكان الناس دائما يلاحظون هذا ويسألوننا ونجيب بأن هذا وارد عن النبي ﷺ. ثم لما كبرنا وكل منا صار له توجه مختلف، تركت هذه السنة لما علمت أنها غير واجبة، وربما لم أتعمد الجلوس عند الشرب منذ 10 سنين على الأقل، حتى نسيتها تماما، وراحت من بالي. ثم منذ فترة قريبة جدا زرت أسرة كل أفرادها يشربون جلوسا، فتحسرت على نفسي حين تركت هذه السنة تركا كليا لما علمت أنها ليست واجبة وكأنها محرمة أو مكروهة. مع أنها سنة سهلة لا تكلف شيئا، وهذا تقصير شديد مني، إذ ربما امتثال هذه السنة تكون كفارة لصغائر أخرى تصدر مني ويغفر الله لي بذلك محقرات الذنوب. أذكركم ونفسي إحياء سنة الشرب جلوسا وتذكير الناس بذلك. فلا أحصي كم شخصا سألوني في صغري عن هذا التصرف، وكانوا يستغربون عند سماع أن هذا وارد عن النبي ﷺ، وأنه نهى عن الشرب قائما. الله يغفر لنا تقصيرنا.