أهلِ البيتِ: هم "كلمة الله" و "كلمات الله":
❂ سُئل إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه عن قولِهِ تعالى:
{وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلماتٍ فأتمهُنَّ} ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه فتاب اللهُ عليه، وهو أنّه قال: أسألك بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ و فاطمةَ والحسنِ والحُسين إلّا تُبتَ عليَّ فتاب اللهُ عليه إنّه هو التوّابُ الرحيم، فقيل له: يابن رسولِ الله، فما يعني عزّ وجلّ بقولِهِ: «فأتمهُنّ»؟ قال: فأتمهُنَّ إلى القائم إثنى عشر إماماً، تسعةٌ من وُلد الحسين) [الخصال]
[توضيحات]هذا المعنى الذي ذكرهُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه تكرّر في أحاديثَ أخرى منها مثلاً هذا المقطع مِن حديثٍ لسيّدِ الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه عن مقاماتِ أهلِ البيت، يقول:
(نحنُ الأسماءُ المكتوبةُ على العرش والكرسيِّ والجنّةِ والنار، ومنّا تعلّمت الملائكةُ التسبيحَ والتقديسَ والتوحيدَ والتهليلَ والتكبير ونحنُ الكلماتُ التي تلقّاها آدمُ مِن ربّه، فتاب عليه) [مدينة المعاجز]
✦ ويُؤكّد هذا المعنى إمامُنا الهادي صلواتُ اللهِ عليه حين سُئل عن قولهِ تعالى:
{ولو أنّ ما في الأرض مِن شجرةٍ أقلام والبحرُ يمدّهُ مِن بعدهِ سبعةُ أبحر ما نفدت كلماتُ الله} فقال:
(لو أنّ أشجارَ الدنيا أقلام، والبحر مِداد، يمدّهُ سبعةُ أبحرُ حتّى فُجّرت الأرضُ عُيوناً، فغرِقَ أصحابُ الطوفان، لنفدت قبل أن تنفدَ كلماتُ الله) إلى أن يقول:
(ونحنُ الكلماتُ التي لا تُدرَكُ فضائلنا ولا تُستقصى)[الاختصاص]
✦ ونفس المضمون يُؤكّده سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه في خطبةٍ له، جاء فيها: (
وأنا الحاشرُ إلى الله، وأنا كلمةُ اللهِ التي يُجمَعُ بها المُفترق ويُفرّق بها المُجتمع) [البحار: ج53]
✦ ويقول في حديثٍ آخر:
(إنّ اللهَ تبارك وتعالى أحدٌ واحدٌ تفرّد في وحدانيّتِهِ، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت نُوراً، ثُمّ خلق مِن ذلك النُور محمّداً وخلقني وذرّيّتي، ثمّ تكلّم بكلمةٍ فصارت رُوحاً، فأسكنهُ اللهُ في ذلك النور وأسكنه في أبداننا؛ فنحنُ روحُ اللهَ وكلماته) [البحار: ج15]
✦ فأهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم هم كلماتُ اللهِ في القرآن، وهم الكلماتُ الأتم الواردة في دعاء السحر في قولِهِ:
(الّلهُمّ إنّي أسألك مِن كلماتك بأتمّها)✦ عِلماً أنّ هذا العنوان
(كلمة الله) لم يرد فقط في قُرآنِنا وفي أحاديثِ العترة بل ورد أيضاً في كُتب النصارى في سياقٍ يتحدّثُ عن شخصيّةٍ عظيمةٍ جدّاً هي شخصيّة
"المُخلّص" والذي هو في عقيدتِنا إمامُ زمانِنا إذ جاء في كتاب [العهد الجديد] وهو الكتاب الرسمي المُقدّس عند المسيحيّين، جاء في رؤيا يُوحنّا في الإصحاح(19) في الآية111 وما بعدها:
(ورأيتُ السماءَ مفتوحةً وإذا فرسٌ أبيض يُدعى فارسُهُ الأمينَ الصادق وبالعدل يقضي ويُحارب، عيناهُ كلهَبِ النار، وعلى رأسِهِ أكاليلُ كثيرة، له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفهُ إلّا هو، ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمهُ "كلمةُ الله" وكانت تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيض خالِصاً، ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً مِن حديد)✦ لاحظوا الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس الذي يُسمّى
"الأمين الصادق" جاء في وصفهِ:
(له اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) ونحنُ عندنا في دعاء المبعث هذا المضمون: (
وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الأعزِّ الأجلِّ الأكرم، الذي خلقتَهُ فاستقرَّ في ظِلّك فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) المضمون هو هو، ففي كتاب النصارى وُصِف إسمُ الفارس بأنّه:
(اسمٌ مكتوبٌ ما مِن أحدٍ يعرفُهُ إلّا هو) وفي أدعيتنا وُصِف الإسم الأعظم بهذا الوصف:
(فلا يخرجُ مِنك إلى غيرك) وإمامُنا الصادق يقول:
(نحنُ الإسمُ المخزونُ المكنون)✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس:
(ويلبسُ رداءاً مُخضّباً بالدم واسمُهُ كلمةُ الله) نحنُ في عقيدتنا أنّ الرداءَ المُخضّبَ بالدم هو قميصُ الحسين، وأمّا قول يُوحنّا عن هذا الفارس:
(واسمهُ كلمةُ الله) فإمامُ زماننا هو كلمةُ الله، كما مرّ في الأحاديثِ السابقة، وكما نُخاطبهُ في زيارتِهِ:
(السلامُ على حُجّةِ المعبود، وكلمةِ المحمود)✦ أيضاً مِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس المُخلّص:
(تتبعُهُ على خيلٍ بيضٍ جُيوشُ السماءِ لابسةً كتّاناً ناعماً أبيضَ خالصاً) ونحنُ في رواياتِنا ورد أنّ الملائكةَ الذين نزلوا في بدر كانوا يلبسون العمائم البيضاء ذات الذؤابتين، يلبسون البياض، وهؤلاء الملائكة هم الذين ينتظرونَ إمامَ زمانِنا عند حرمِ الحسين، وشعارُهم يا لثاراتِ الحسين.
✦ ومِن الأوصاف التي ذُكرت لهذا الفارس:
(ومِن فمِهِ يخرجُ سيفٌ مُرهفٌ ليضربَ به الأُمم، وإنّه سيرعاها بعصاً من حديد) أي أنّ هذا الفارس سيرعى الأُممَ بعصىً مِن حديد، هذه العصا التي مِن حديد هي سيفُ أميرِ المؤمنين؛ ذُو الفقار وذاك الفارسُ الذي سيرعى الأُمم بهذا السيف؛ هو قائم آل محمّد.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya