السلام عليك مولاي موسى بن جعفر ؛ السلام عليك يا غريب ؛ السلام عليك يا مسموم ؛ السلام عليك يا باب الحوائج ؛ السلام عليك ايها المعذب في قعر السجون ؛ السلام عليك يا صاحب السجدة الطويلة ؛ السلام عليك يا ابا الجوادين
⚪✨ شُعاعٌ من نور خير الولاة وقاضي الحاجات الإمام العالِم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
📖 إبن شهر آشوب في المناقب, عن كتاب الانوار قال العامري:
- إن هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر عليه السلام جارية خصيفة لها جمال ووضاءة لتخدمه في السجن فقال: قل له:
{بل أنتم بهديتكم تفرحون}[1]
- لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها قال: فاستطار هارون غضباً! وقال:
- إرجع إليه وقل له: ليس برضاك حبسناك ولا برضاك خدمناك واترك الجارية عنده وانصرف،
- قال: فمضى ورجع، ثم قام هارون عن مجلسه وأنفذ الخادم إليه ليتفحص عن حالها فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها تقول: قدوس سبحانك سبحانك!
- فقال هارون: سحرها والله موسى بن جعفر بسحره، عليّ بها، فأتي بها وهي ترتعد شاخصة نحو السماء بصرها
- فقال: ما شأنك؟! - قالت: شأني الشأن البديع, إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلي ليله ونهاره، فلما انصرف من صلاته بوجهه وهو يسبح الله ويقدسه، قلت:
- يا سيدي هل لك حاجة أعطيكها؟
- قال: وما حاجتي إليك!
- قلت: إني أدخلت عليك لحوائجك،
- قال: فما بال هؤلاء؟! - قالت: فالتفت فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ولا أولها من آخرها فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوهم حسناً ولا مثل لباسهم لباساً عليهم الحرير الأخضر والأكاليل والدر والياقوت وفي أيديهم الاباريق والمناديل ومن كل الطعام فخررت ساجدة!
- حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت,
- قال فقال هارون: يا خبيثة لعلك سجدت فنمت فرأيت هذا في منامك،
- قالت: لا والله يا سيدي إلا قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك،
- فقال الرشيد: اقبض هذه الخبيثة إليك فلا يسمع هذا منها أحد فأقبلت في الصلاة فإذا قيل لها في ذلك، قالت هكذا رأيت العبد الصالح،
- فسئلت عن قولها قالت: إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة إبعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك،
- فما زالت كذلك حتى ماتت وذلك قبل موت موسى بأيام يسيرة.[2]
[1] سورة النمل, الآية 36.
[2] مناقب آشوب ج3 ص415, عنه البحار ج48 ص238, مدينة المعاجز ج6 ص423, الأنوار البهية ص192 مختصراً.