هذا الدعاء ارتفع من حناجر أهل "حماة" وشيخهم الكيلاني قبل أكثر من أربعين سنة وذلك حين أراد النظام السوري استئصال "الإسلاميين" من حماة واجتثاثهم بالكامل عام 1982،
حشد النظام السوري حينها جيشه على أطراف المدينة، ثم خاض حربا مع أهل حماة وارتكب في حقهم مجزرة يُقدَّر عدد قتلاها ما بين 30 إلى 40 ألف شخص، وحين دخلوا المدينة وسيطروا عليها عملوا كل قبيح في أهلها بما يُشبه فعل المغول حين كانوا يدخلون البلاد فيرتكبون أنواع المجازر، وذلك بالقتل الفردي بالسكاكين والرصاص والحرق والإعدامات الجماعية وغيرها.
ويُذكر أنهم كتبوا على جدرانها "لا إله إلا الوطن ولا رسول إلا البعث" -كما في الصورة المرفقة-.
وتشتت حينذاك كثير من أهل حماة من دعاتها ومصلحيها ومشايخها وتوزعوا في البلدان العربية التي لا يزال في أرجائها أحفاد شيوخ تلك المرحلة العصيبة.
دارت عجلة الزمان ولم يتوقف التسلط والقهر والسجون والمعتقلات على أهل سوريا ما بين الثمانينات إلى عام 2011 الذي اشتعلت فيه الثورة السورية، وأعيدت معها ما يشبه مجازر حماة ويزيد عليها، حتى بلغ عدد القتلى من السوريين إلى اليوم ما يقارب 600 ألف -في بعض الإحصاءات- بالإضافة إلى ملايين المهجرين وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين.
هذا الشيخ الذي يدعو في المقطع كان أحد القتلى في تلك المجزرة، ولكن هذه الاستغاثة لن تضيع -بإذن الله- سُدىً، فلكلّ أجل كتاب، والله حكيم عليم، لا يضل ربي ولا ينسى، وهو يمهل ولا يهمل، ونسأل الله أن يقرّ أعيننا بتحرير حماة وعزّ الإسلام فيها.
وهنيئاً للمرابطين على حدودها الساعين لإحقاق الحق فيها وإبطال الباطل ومحاربة الظلم.