وقال في رسالته: "نعلم أن خليفتكم وجيشكم ضعيفان وغير جاهزين لمواجهتنا." قاد هذه الحملة الجنرال الروماني الشهير جون كوركواس (John Kourkouas) و كانت أبرز نجاحاته السيطرة على مدينة ملطية عام 934م، وهي مدينة استراتيجية مهمة في شرق الأناضول. كما هاجم كوركواس مدنًا أخرى مثل نصيبين ودارا ومارتروبوليس و أخذ ياسر و يسبي في المسلمين . ورغم هذه الانتصارات، تعرضت القوات البيزنطية لهزائم في بعض المعارك، لا سيما في حلب. فقد هُزم كوركواس على يد المسلمين قرب حلب عام 944م، ما أوقف التقدم البيزنطي​ و انسحب . عندها أعلن الجهاد و النفير العام في الأمة ، وتحركت الحملات الأهلية المتطوعة لنجدة المسلمين على الحدود ، وتحرير الأسرى الذين كان بينهم كثير من النساء والأطفال. وبينما كانت الجيوش الإسلامية في طريقها لمواجهة الروم، إذ بالقرامطة يهاجمون الكعبة المشرفة، في واحدة من أكثر الحوادث فظاعة في التاريخ الإسلامي، حيث قتلوا الحجيج واقتلعوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الإحساء، مما اضطر الجيوش الإسلامية إلى العودة لتثبيت أركان الدولة الداخلية، وصد خطر القرامطة. كان هجوم القرامطة على مكة في موسم الحج سنة 317 هـ حدثًا مدويًا، إذ أفسدوا على المسلمين موسمهم، وارتكبوا مجازر بشعة، وأسقطوا هيبة الدولة العباسية. وبسبب هذا الاعتداء، بقي كثير من نساء وأطفال المسلمين أسرى بيد الروم، إذ لم تُكمل الجيوش حملتها لتحريرهم. و القرامطة فرقة باطنية منشقة عن الفرقة الإسماعيلية، تأسست في القرن الثالث الهجري، وعُرفت بعدائها الصريح للخلافة العباسية، وبتبنيها أفكارًا تتعارض مع العقيدة الإسلامية. قادها أبو طاهر الجنابي في ذلك الوقت، ولم يكن لها أي ولاء للأمة الإسلامية، وكانت أدوات في أيدي أعداء المسلمين من الداخل والخارج. 📚 المراجع : 1. ابن الأثير، *الكامل في التاريخ*. 2. الطبري، *تاريخ الرسل والملوك*. 3. المقريزي، *اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء*. 4. حسين مؤنس، *الخلافة العباسية في عصورها المتأخرة*. 5. محمد عبد الله عنان، *تاريخ الدولة الإسلامية*.