وأنا أشاهد كلمة والد الشهيد القائد المجاهد أبو صالح خلال مراسم التشييع،أدركت تماماً مدى قوة وصلابة حزب الله النابعة من قوة الإيمان بالله أولاً وبعدالة القضية وصوابية الطريق ثانياًوثقة الحاضنة الشعبية والمجتمع بالقيادة ثالثاً..
لقد لفتني في بداية الكلمة نبرة الصوت وسلامة اللغة وقوة الألفاظ وتسلسل الأفكار ولكن ما أبهرني هي روحية والد الشهيد الذي تحدث بكل هدوء وطمأنينة ورباطة جأش مودعاً ولده الشهيد الذي بدأ مسيرته الجهادية في عمر تسع سنوات حينما أقله والده بسيارته طفلاً ليراه بعد ذلك قائداً جهادياً كبيراً وصانعاً للقادة وهنا يكمن الفرق بين الآباء والأمهات الذين يربون القادة والعظماء وبين من ينجبون ويربون الخونة والعملاء والضعفاء والأذلاء..
لم يذرف والد الشهيد دمعة واحدة لم تتغير نبرة صوته لم تنحني هامته رغم إدراكه لحجم الخسارة لأنه عرف الجزاء والنتيجة فخاطب قادة محور المقاومة مجدداً للعهد ومؤكداً على مواصلة المسير..
يالقوة ذلك الكهل الأصيل شديد البأس وصلب المراس المتشبع بالآيات والمنتمي إلى مدرسة الإمام الحسين عليه السلام التي تأبى الذلة ويأبى الله لها ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية..
لقد بدت عليه ملامح الامتنان وهو يتحدث عن رسالة السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله ورعاه الشخصية إليه ورسالته العسكرية اليمانية إلى قلب الكيان والتي اعتبرها والد الشهيد وفق تعبيره رسالة(لعيون الشهيد البطل أبو صالح )..
هذا الرجل العظيم هو نموذج لآباء الشهداء الذين بنوا بفلذات أكبادهم صروح العزة والكرامة لهذا الدين وهذه الأمة وبهم وبأمثالهم سيمضي ركب الجهاد في سبيل الله ثابتاًإلى النصر بإذن الله..
---------
#محمد_علي_المسوري